للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك فإن كان سلسلة من الوحدات صحيحة البنية لها بنية محددة بشكل تام يحددها الوصف البنيوي الذي يخصصه لها النحو، وليس من الواضح أن اللغات الطبيعية لغات شكلية بهذا المعنى، وكثير من اللغويين يقولون إنها ليست كذلك.

ولا يعني هذا أن اللغات الشكلية لا يمكن أن تكون نماذج للغات الطبيعية، ويكفي أن خاصة الصحة النحوية إن لم تكن محددة تماما فإنها من الممكن أن تحدد بطريقة استقرائية داخل حدود مقبولة، ومثل هذه الخصائص البنيوية تعد أيضا مبنى لنموذج يجب أن يميز في أي لغة طبيعية تكون اللغة الشكلية موضع البحث نموذجا لها، وكلمة نموذج هنا تستخدم بالمعنى الذي يمكن أن يتحدث به خبير الاقتصاد عن نموذج ما لنقل نموذج المنافسة غير السليمة أو الذي يمكن أن يتحدث به كيميائي عن نموذج البنية الذرية، وفي كلتا الحالتين يتضمن النموذج تجريدا، ومثالية، وكذلك الأمر في علم اللغة، وعلم اللغة البحت التزامني النظري الذي يهتم بالخصائص الأساسية للنظم اللغوية يمكن أن يتحمل إهمال الكثير من التفصيلات وما يتصل بالفروع الأخرى لعلم اللغة "انظر ٢ - ١"، ولذلك فإن حقيقة أن اللغات الطبيعية قد لا تكون لغات شكلية لا تقف حائلا دون تطبيق النحو التوليدي في علم اللغة.

وثمة نقطة هامة نذكرها عن تعريف النحو التوليدي المذكور سلفا, فهو يسمح بوجود أنواع كثيرة من النظم النحوية وقضية علم اللغة النظري: أي نوع من تلك الأنواع الكثيرة بغير حدود من نظم النحو التوليدي يعد أفضل نموذج للبنية النحوية في اللغات الطبيعية؟ وطرح مثل هذه القضية يفترض ضمنا أن اللغات الطبيعية كلها يمكن أن يكون لها نموذج واحد من نوع واحد من النظم النحوية، وهذا الافتراض يثار بشكل عام هذه الأيام في علم اللغة النظري، وهو أحد الأسباب التي جعلت التوليد بين

<<  <   >  >>