للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

-بمراعاة قيمتها الظاهرية -مضللة وذات نزعة فلسفية، وتشجعنا على الاعتقاد بأن المعنى مثل الصوت يوجد بشكل مستقل في اللغة وأنه متجانس في الطبيعة.

والتفكير في المعنى بهذه الطريقة تقليدي -بطبيعة الحال- بما فيه الكفاية، والمعاني تبعا للنظرية التي حازت القبول الأكثر اتساعا في علم الدلالة أفكار أو تصورات يمكن أن تنتقل من عقل المتكلم إلى عقل المستمع بتجسيدها -إن جاز التعبير- في صيغ لغة أو أخرى.

وتحديد المعنى بالتصورات لن يساعدنا في الإجابة على السؤال: "ما المعنى؟ " ما لم يحدد مصطلح "تصور" تحديدا واضحا، وهذا المصطلح -كما هو مستخدم بشكل عام- غير واضح أو عام أكثر مما ينبغي لأن ندعم الثقل الذي يقتضيه دوره كحجر الزاوية في النظرية التصورية التقليدية للمعنى، ما القاسم المشترك الموجود فيما بين التصورات المرتبطة بالكلمات الآتية: "ال" و"ل"، و"أنا"، و"أول" و"سنة"، و"قليل"، و"يكتب"، و"ثلاثة"، و"مدرسة"، و"ولد"، و"تطور"، و"اسم"، و"كل شيء" "everything"؟ ويمكن في بعض الحالات -بشكل معقول- أن نقول إن التصور المرتبط بالكلمة خيال مرئي من نوع ما لكننا لا نستطيع -بكل تأكيد- أن نحتفظ بهذه الرؤية فيما يتصل بكلمات مثل: "ال"، و"ل"، و"كل شيء"، أو حتى "اسم"، وحتى في الحالات التي يكون من المقبول أن نعد التصور خيالا مرئيا فإن ذلك يخلق من المشكلات أكثر مما يحل، والتخيلات العقلية التي يربطها أناس مختلفون بكلمة مثل مدرسة" متنوعة، ومليئة بالتفاصيل، ويوجد عادة قاسم مشترك ضئيل، وقد لا يوجد قاسم مشترك بين هذه التفصيلات والتخيلات العقلية الشخصية إلى حد بعيد، ومع ذلك ما نزال نرغب في القول بأن الناس -بشكل عام- يستخدمون الكلمات

<<  <   >  >>