بنفس معانيها إلى حد ما، ولا يوجد ما يدعونا إلى افتراض أن التخيلات المرئية التي ترتبط بكلمات معينة جزء أساسي من معنى تلك الكلمات أو أنها ضرورية للاستخدام اليومي لهذه الكلمات.
ولا يوجد -في الحقيقة- ما يدعونا إلى افتراض أن تلك التصورات -بأي معنى محدد بوضوح لمصطلح تصور- وثيقة الصلة ببنية نظرية دلالية لغوية من الممكن تبريرها من الناحية التجريبية، ومن الواضح أننا لن نكسب شيئا من وراء استخدامنا لمصطلح "تصور" المغرق في غموضه حسبما يفسر عادة ونحن بصدد المحافظة على نظرية دلالية تعتمد على هذا المصطلح من التنفيذ والدحض، ولن نلجأ إلى التصورات عند مناقشتنا للمعنى.
وبدلا من أن نسأل:"ما المعنى؟ " نطرح سؤال مختلفا إلى حد ما: "ما معنى "المعنى"؟ " يغير محور الاهتمام من الحديث عن المعنى إلى الحديث عن مصطلح "المعنى"، ولهذا التحول فوائد عديدة، أولها أنه لن يلزمنا بالافتراض المسبق للوجود فيما يتعلق بالكلمة الإنجليزية "meaning" "معنى", بيد أن ذلك خال من السلبيات بما فيه الكفاية، فالفائدة الإضافية لهذا التحول من الحديث عن الأشياء إلى الحديث عن الكلمات "إذا أمكن أن أصوغ مميزا -صياغة فجة إلى حد ما- بين عبارة الكلمات وعبارة الأشياء" أنه يجعلنا بصورة حاسمة ضد احتمال أن تكون الكلمة الإنجليزية "meaning" "معنى" مختلفة من حيث التطبيق عن أي كلمة مفردة أخرى في اللغات الأخرى، والأمر كذلك، فهناك سياقات يمكن أن تترجم فيها كلمة "meaning" إلى كلمة "signtication" أو "sens" في اللغة الفرنسة، وهناك سياقات لا يمكن فيها ذلك، وبالمثل فإن الفارق بين الكلمتين الألمانيتين "Bedeutung" و"sinn" في اللغة الألمانية في الاستخدام المعتاد لا يتناظر