للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مع الفارق بين الكلمتين الفرنسيتين "signif ication" و "sens" أو الفارق بين الكلمتين الإنجليزيتين "meaning" و"snec ومن الممكن أن ندرك على الأقل أنه بصياغة سؤالنا: ما معنى "المعنى"؟ في اللغة الإنجليزية أكثر منه في لغة أخرى نؤثر مهما كان تأثيرنا ضئيلا في بناء النظرية الدلالية، وفيما يخص علم الدلالة فقد ذكرنا أنه دراسة المعنى أي: كل ما تغطيه كلمة "معنى"، وليس لدينا سبب يجعلنا نفترض أن كلمة مستخدمة استخداما يوميا مثل "معنى" تختلف عن كلمة مستخدمة استخداما يوميا مثل قوة أو طاقة يمكن اقتباسها دون تهذيب أو إعادة تعريف للأغراض العلمية.

وقد ذكرت أن السؤال: "ما معنى" "المعنى"؟ " لا يلزمنا بالافتراض المسبق للتجانس، وثمة حقيقة هامة عن معظم الكلمات اليومية فهي ليس لها معنى مفرد واضح المعالم أو حتى مجموعة من المعاني يمكن تمييز كل معنى منها عن غيره تمييزا قاطعا، وكلمة معنى نفسها ليست مستثناة من هذه الحقيقة، ولذلك فليس مفاجئا أن نجد قدرا ضئيلا من الاتفاق بين اللغويين والفلاسفة فيما يتعلق بحدود الدلالة، وهناك من يتخذ وجهة نظر واسعة في الدلالة كما سأفعل هنا، وهناك آخرون يجعلون مجال الدلالة أكثر ضيقا.

وليس الأمر ببساطة مسألة اختيار سواء أكان اختيارا عشوائيا أم غير عشوائي فيما يتعلق بالتفسير المتسع نسبيا، والتفسير الضيق نسبيا للمعنى، وكما قلت منذ لحظات فإن المعاني التي يمكن تمييزها لكلمة "معنى" يمكن أن يتحول الواحد منها إلى الآخر، وسيتفق الجميع على أن استخدامات معينة لمصطلح "معنى" تقع في بؤرة اهتمام علم الدلالة اللغوية أكثر من استخدامات أخرى فعلى سبيل المثال:

<<  <   >  >>