للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا أستطيع أن أتعمق في هذه القضية في هذه الدراسة التمهيدية المختصرة المختارة للدلالة اللغوية، ومع ذلك فمما يهم أي فرد يعنى على أية حل ببنية اللغة ووظائفها أن يعرف أن هناك تقليدا فلسفيا غنيا ومعقدا يتكئ في نقاط عديدة على قضايا أساسية في دراسة اللغويين للمعنى، وسأستمر في استخدام مصطلح "معنى" "meaning" خلال هذا الكتاب دون تعريف على أنها كلمة غير اصطلاحية في اللغة الإنجليزية اليومية، بيد أني سأركز على أنواع معينة من المعنى أو على جوانب معينة منه ذات أهمية خاصة في علم اللغة، وسندخل بعض المصطلحات الأكثر تقنية لنشير إليها عند الاقتضاء.

ومن المميزات الواضحة المرسومة تلك التي تميز بين معنى الكلمات أو المفردات بصورة أكثر وضوحا ومعنى الجمل أي: بين المعنى المعجمي ومعنى الجملة، وإلى عهد قريب كان اللغويون يوجهون اهتماما للمعنى المعجمي أكبر بكثير مما يوجهونه لمعنى الجملة، ولم يدم ذلك طويلا فقد أصبح من المسلم به الآن -بشكل عام- أن المرء لا يستطيع أن يفسر الواحد منهما دون أن يفسر الآخر، ويعتمد معنى جملة ما على معنى مفرداتها المكونة لها "بما فيها المفردات التعبيرية إن وجدت انظر ٥ - ٢"، ويعتمد معنى بعض المفردات -إن لم يكن كلها- على معنى الجمل التي تذكر فيها، بيد أن البنية النحوية للجمل -كما هو واضح بداهة وكما سنبرهن على ذلك فيما بعد- وثيقة الصلة أيضا بتحديد معانيها أي: يجب أن نأخذ أيضا في حسابنا المعنى النحوي باعتباره مكونا إضافيا لمعنى الجملة " انظر ٥ - ٣"، وبقدر ما يهتم علم اللغة اهتماما أساسيا بوصفه النظم اللغوية "انظر ٢ - ٦" يقع المعنى النحوي والمعنى المعجمي ومعنى الجملة بشكل واضح في مجال الدلالة اللغوية.

ومكانة معنى القول مثار جدل كبير إلى حد ما، ولم نحدد إلى هذه اللحظة

<<  <   >  >>