للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمعنى -كما رأينا في القسم السابق- يمكن أن يكون وصفيا، ويمكن أن يكون تعبيريا، ويمكن أن يكون اجتماعيا، وكثير من المفردات تجمع بين نوعين للمعنى أو بين الأنواع الثلاثة له، وإذا عرف الترادف بتطابق المعنى فإن المفردات لا يمكن أن نقول إنها مترادفات تامة "في إطار محدد من السياقات" إلا إذا كانت لها المعاني الوصفية، والتعبيرية، والاجتماعية ذاتها "في إطار السياقات التي نحن بصددها"، ولا يمكن القول بأنها مترادفات مطلقة إلا إذا كان لها التوزيع ذاته وكانت مترادفات تامة في كل معانيها وفي كل سياقات ذكرها، ومن المعروف بصفة عامة أن الترادف التام للمفردات نادر نسبيا في اللغات الطبيعية وأن الترادف المطلق -كما عرفناه هنا- غير موجود تقريبا، وفي الحقيقة من المحتمل أن ينحصر الترادف المطلق في مفردات خاصة إلى حد بعيد تكون وصفية بحتة، والمثال النموذجي له "typhlitis": "caecitis" "وتعني التهاب المصران الأعور"، لكن كم من متكلمي اللغة الإنجليزية الأصليين على معرفة بهاتين الكلمتين؟ وما يلاحظ حدوثه في حالات كهذه أنه على الرغم من أن زوجا أو مجموعة من المصطلحات قد تتواجد معا فيما بين المتخصصين لفترة قصيرة فإن أحد هذه المصطلحات يجوز القبول باعتباره المصطلح النموذجي للمعنى المقصود، والتحدي الذي تلقاه سائر المصطلحات إما الاختفاء أو التطور إلى معنى جديد، ويمكن أن نلاحظ الخطوات ذاتها في اللغة اليومية فيما يتصل بالمفردات التي تخلق لمخترعات أو مؤسسات جديدة فكلمة "radio" أزاحت تقريبا كلمة "wireless" رغم أنهما اشتركتا في الوجود لفترة كانتا فيها بديلين لكثير من متكلمي اللغة الإنجليزية البريطانية، وعلى الجانب الآخر تختلف الكلمات: "aerdro ne" و"airfield"، و"airport" الآن في معانيها الوصفية.

وسيلاحظ أنني "بخلاف معظم من كتب في الدلالة" وضعت فارقا مميزا

<<  <   >  >>