للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كثيرة من التكافؤ الدلالي الذاتي بين اللغات، وبعض هذه الأمثلة نشأت نتيجة الانتشار الثقافي من الناحية التاريخية، وبعضها الآخر يفسره ثبات احتياجات واهتمامات إنسانية معينة عبر الثقافات، ويمكن أن تعزى أمثلة قليلة نسبيا إلى بنية العالم المادي كذلك، وسيكون لدينا الكثير مما نقوله في هذا الموضوع في الفصل العاشر.

وقد افتتن كثير من اللغويين في السنوات الأخيرة بما يطلق عليه التحليل العناصري للمعنى، وبصفة خاصة بوجهة النظر التي تذهب إلى أن معاني كل المفردات في كل اللغات مركبة من تصورات عامة متناهية الصغر يمكن تشبيهها بالملامح العامة المزعومة في الفونولوجيا "انظر ٣ - ٥"، ومن الواضح الآن مع ذلك أن عددا قليلا للغاية من مكونات المعنى التي يستشهد بها عادة في هذا الموضوع عامة حقا، وأكثر من ذلك فإن عددا قليلا نسبيا من المفردات مرشحة بصورة مقبولة للتحليل العناصري، ونستطيع في معظمها أن نمثل بعض المعاني لخاصة ببعض المفردات من خلال ما يمكن أن يكون مكونات دلالية عامة، فعلى سبيل المثال حسب الافتراض المعقول الذي يذهب إلى أن [إنسان] ، و [مؤنث] ، وربما [بالغ] مكونات عامة للمعنى يمكن أن تحلل "امرأة" إلى المجموعة: [إنسان] [أنثى] ، [بالغ] ، و [رجل] إلى المجموعة. [إنسان] [غير أنثى] [بالغ] وبنت إلى المجموعة: [إنسان] ، [أنثى] ، [غير بالغ] ، و"ولد" إلى المجموعة: [إنسان] [غير أنثى] ، [غير بالغ] وقليل من التدبر يظهر أن هذا التحليل ترك بلا تفسير حقيقة أن العلاقة بين "بنت" و"امرأة" في معظم السياقات تختلف عن العلاقة التي تربط بين "ولد" و"رجل".

وقد تبين من قبل أثناء مناقشة تعدد المعنى أن ارتباط المعنى شيء نسبي،

<<  <   >  >>