للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو ما ينطبق في الواقع على جانب المعنى الوصفي "sense"، لكننا لا نستطيع أن نتعرف بصورة مفيدة على مختلف أنواع علاقات المعنى في مفردات اللغات الإنسانية كلها، ويمكن بصفة خاصة أن نتعرف على ما يعرف بشكل تقليدي بالتضاد "الضد في المعنى"، وما يشار إليه في هذه الأيام عموما بالعموم والخصوص، ويوجد في الواقع أنواع عديدة للتضاد في المعنى يمكن التمييز بينها "انظر: أعزب/ متزوج، وحسن/ سيئ، وبعل/ زوج، وفوق/ تحت ... إلخ"، ومصطلح "التضاد" يمكن ن يأخذ تفسيرا أوسع أو أضيق، وبعض المؤلفين يوسعون هذا المصطلح ليغطي كل أنواع عدم التكافؤ في المعنى فيذهبون على سبيل المثال إلى أن أحمر، وأزرق، وأبيض.... إلخ متضادان، ومهما كانت المصطلحات التي نستخدمها، ومهما كان تحديدنا لمصطلح تضاد، ومهما كانت المصطلحات التي نستخدمها، ومهما كان تحديدنا لمصطلح تضاد، واسعا أو ضيقا فإن النقطة الهامة من الناحية النظرية أن عدم التكافؤ وعلى الأخص التضاد في المعنى من العلاقات البنيوية الأساسية في مفردات اللغات الإنسانية، وتستوي معها علاقة العموم والخصوص "والمصطلح حديث لكن ما يشير إليه يعرفه منذ فترة طويلة المعجميون والمناطقة واللغويون" أي: تلك العلاقة التي تربط بين مفردة أكثر عمومية وأخرى أكثر خصوصية "تربط بين التوليب والورد.. إلخ والزهور، وتربط بين الصدق والنقاء.... إلخ والفضيلة وهلم جرا.

والتضاد، والعموم والخصوص علاقتان استبداليتان للمعنى، والعلاقات الأفقية التي تربط بين المفردات ليست أقل أهمية "انظر ٣ - ٦" كتلك العلاقة التي تربط بين "يأكل"، و"الطعام"، وبين "أشقر"، و"شعر" وبين "يركل"، و"قدم" وهلم جرا، وعلاقات المعنى الاستبدالية والأفقية "بمختلف أنواعها" تقدم لمجالات معجمية معينة بنيتها الدلالية الخاصة، ومن

<<  <   >  >>