للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الألفبائي فإن حروفا معينة ستقف في حالة تناظر مع أصوات معينة، وستقف مجموعات معينة من الحروف باعتبارها كلمات أو عبارات في حالة تناظر مباشر مع مجموعات معينة من الأصوات، ولا تحوز كل مجموعة من الحروف القبول كما لا تحوز كذلك كل مجموعة من الأصوات القبول، لكن هناك اختلافا هاما بين الحروف والأصوات في هذا الشأن، فالإمكانيات التي تستخدمها الأصوات في لغة معينة ليرتبط صوت بآخر تعتمد اعتمادا جزئيا على خصائص الوسيلة نفسها "تراكيب معينة من الأصوات لا يمكن نطقها أو من العسير نطقها"، وتعتمد جزئيا على تقييدات أكثر خصوصية تتعلق بتلك اللغة وحدها، وإمكانيات الحروف في ربط حرف بآخر لا يمكن التنبؤ بها بشكل كامل من خلال أشكالها، ومع ذلك يمكن التنبؤ إلى حد ما بها في كل اللغات التي تستخدم نظام الكتابة الألفبائي من خلال ارتباط أشكال معينة بأصوات معينة ومن خلال إمكانية ارتباط صوت بآخر في الكلام، لذلك فإنه -فيما يتصل بهذا الموضوع- تكون اللغة المنطوقة أكثر أساسية من الناحية البنيوية من اللغة المكتوبة حتى لو كان ثمة تشاكل -على الأقل في النموذج النظري- على مستوى تلك الوحدات الأوسع كالكلمات والعبارات، ويجب أن يلاحظ أن هذه النقطة لا تتعلق باللغات التي تستخدم نظاما للكتابة لا ترتبط فيه أشكال معينة بأصوات معينة ولكنها ترتبط بالكلمات، فهي لا تتعلق على سبيل المثال باللغة الصينية الكلاسيكية المكتوبة بخصائصها التقليدية كما لا تتعلق باللغة المصرية القديمة المكتوبة بالهيروغليفية، ويرجع ذلك -بشكل عام- إلى عدم وجود أولوية بنيوية للغة المنطوقة على اللغة المكتوبة، أما في اللغة الصينية فإن اللغة المكتوبة الواحدة تناظر اللهجات المنطوقة التي تتميز الواحدة عن الأخرى تميزا كبيرا، ولا يمكن لأبناء هذه اللهجات أن يفهم بعضهم بعضا إلى حد كبير.

<<  <   >  >>