بأخرى، وحتى أسماء الأعلام ليست ذات مدلول متفرد مستقل عن السياق، وهذه الحقيقة منسية عادة.
والاعتماد على السياق في معظم التعبيرات الإشارية له نتيجة دلالية هامة إذ إن الخبر الذي يجعله قول ما يميل إلى التنوع وفق سياق القول فعلى سبيل المثال: صديقي وصل لتوه
٧- My friend has just arrived.
يمكن أن تستخدم لصياغة خبر عن أفراد مختلفين كثيرين بلا حدود تبعا لما تشير إليه "My friend" في سياقات معينة للقول، وعندما نتكلم عن العلاقات الدلالية التي تربط بين الجمل بفضل محتواها الخبري فنحن نفعل ذلك وفق الافتراض الصريح أو الضمني الذي يذهب إلى أن مدلول كل التعبيرات الإشارية ثابت لا يتغير.
والتعبير الواحد لا يمكن أن يشير إلى كيانات مختلفة في مناسبات مختلفة فحسب بل قد تشير التعبيرات المختلفة إلى كيان واحد، فعلى سبيل المثال الضمير "He" والعلم "جون" وأي عبارة وصفية من العبارات الكثيرة بلا حدود مثل "الرجل الذي يشرب المارتيني"، و"بائع اللبن"، و"بعل ماري" ... إلخ، يمكن أن يكون لها مدلول واحد، أو كما هو الحال في "my friend" في ظروف مناسبة، وهذه الحقيقة يجب أيضا أن تؤخذ في الاعتبار.
وبناء على ما تقدم فإن المدلول الكامن للتعبيرات لا يحدده معناها المتأصل والعوامل السياقية مثل الافتراضات التي يتقاسمها كل من المتكلم والمخاطب فحسب ولكن تحدده كذلك القوانين النحوية من ناحية، والأعراف أو الاتجاهات الأسلوبية من ناحية أخرى، وتمارس تلك القواعد والأعراف أو الاتجاهات الأسلوبية فعاليتها في إطار الجمل، وعلى امتداد النص أو الكلام،