المفردات النظرية الضرورية التي تضم مصطلحات مثل "حقيقي"، و"معنى" ... إلخ، وما وضعناه في علامات تنصيص في٢ جملة خبرية في اللغة الإنجليزية، وتخبرنا٢ وفق الشروط التي قد تستخدمها الجملة "في اللغة المدروسة" لصياغة خبر حقيقي عن العالم عن الشروط التي يجب أن يتلائم معها العالم -إن جاز التعبير- فيما يتعلق بالخبر الذي تحمله "Snow is white" ليكون صحيحا، وما تقوم به ٢ أو أي مثال مشابه هو تحديد العلاقة الواضحة وضوحا بدهيا بين الصدق "truth" والواقع "reality" ويسلم علم الدلالة الشكلي بوجود هذه العلاقة، ويسلم كذلك بمبدأ آخر يذهب إلى أنه لكي نعرف معنى جملة ما علينا أن نعرف شروط صدقها.
بيد أن ذلك لن يأخذنا بعيدا، فنحن لا نتعلم شروط صدق الجمل بمزاوجة كل جملة بحالة ما في العالم، وبعيدا عن أي شيء آخر فإن كل من الجمل في اللغات الطبيعية وأحوال العالم يكونان مجموعات ضخمة إلى حد كبير وقد تكون غير محدودة، ووظيفة علم الدلالة الشكلي تحديد معنى المفردات من خلال ما تسهم به في صياغة شروط صدق الجمل وتقديم نهج واضح الصياغة لتقدير شروط صدق أي جملة اعتباطية على أساس معنى مفرداتها المكونة لها، وبنيتها النحوية، وسيتضح أن علم الدلالة الشكلي أكثر ارتباطا من حيث طبيعته بصورة أو بأخرى من صور النحو التوليدي "انظر ٧ - ٤".
وثمة علاقة جوهرية -لا ريب فيها- بين المعنى الوصفي والصدق، ويمكن أن يسلم أيضا بأنه إذا كان لجملة ما شروط صدق فيجب أن نعرف الحالة الموجودة في العالم التي تهدف الجملة إلى وصفها حتى نعرف معنى هذه الجملة "على فرض أن الجملة تستخدم لصياغة خبر"، بيد أن ذلك ناتج بأية حال عن كون الجمل كلها ذات شروط صدق وأن كل معانيها متصفة بشروط الصدق.