ويجب أن نفرق -كما رأينا في القسم الأخير- بين معنى الجملة، ومعنى القول، فالأول يحدده -تحديدا نهائيا- الثاني من جهة مفهوم الاستخدام المميز، ويبدو -من النظرة الأولى على الأقل- أن الجمل الخبرية وحدها ذات شروط صدق "وذلك بفضل استخدامها المميز في صياغة الأحكام الوصفية"، والجمل غير الخبرية بمختلف أنواعها -وبصفة خاصة الجمل الطلبية، والاستفهامية- لا تستخدم في صياغة الأخبار حسب استخدامها المميز، وفوق ذلك فإننا ما لم نكن مهيئين لتقبل مفهوم للمعنى محصور على نحو مناف للعقل فيجب أن نقول إنها لا تقل دلالة عن الجمل الخبرية، وأكثر من ذلك فإن الاختلاف في المعنى بين الجمل المتناظرة الخبرية وغير الخبرية -حيث يوجد تناظر كهذا- "على سبيل المثال بين "My friend has arrived" و"Has my friend just arrived" نظامي ومطرد، وقد اقترحت حلول متنوعة لهذه المشكلة في إطار علم الدلالة الشكلي.
ومن هذه الحلول ما يتضمن معالجة اللاخبرية كمكافئ منطقي للخبرية من النوع الخاص إلى حد ما الذي أطلق عليه الفيلسوف أوستن "J. L. Austin" اسم التعبيرات الأدائية "performative" الواضحة فعلى سبيل المثال الجملتان:
٣- l promise to pay you ٥ pounds.
٤- l name this ship the mary jane.
ليست وظيفتهما الأساسية وصف حدث ظاهر ومستقل بل إن يكونا مكونين مؤثرين ومؤلفين للحدث الذي يتضمنهما، ومفهوم أوستن عن التعبيرات الأدائية نقطة بدء لنظرية الأحداث الكلامية "وقد ذكرت وإن لم تشرح في ٥ - ٥" وبتبني الافتراض الذي يذهب إلى أن الجمل غير الخبرية تأخذ الوضع المنطقي نفسه باعتبارها عبارات أدائية واضحة يمكن أن نقول إن "is the door open?".