للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١- الاعتباطية١ ويستخدم هذا المصطلح هنا بمعنى خاص إلى حد ما ليعني شيئا ما مثل "تعذر التفسير من خلال بعض المبادئ الأكثر عمومية" وأكثر الأمثلة وضوحا على الاعتباطية في اللغة -والمثال الذي يذكر بشكل أكثر تكرارا- يتصل بالعلاقة التي تربط بين المعنى والشكل، بين الإشارة والرسالة، وهناك أمثلة متفرقة في كل اللغات لما يعرف تقليديا بظاهرة التسمية بالمحاكاة الصوتية: لاحظ العلاقة غير الاعتباطية بين الشكل والمعنى في الكلمات الآتية المسماة بالمحاكاة الصوتية مثل cuckoo" "peewit" "crash"٢" في اللغة الإنجليزية، غير أن الأغلبية العظمى من الكلمات في كل اللغات غير مسماة بالمحاكاة الصوتية فالعلاقة بين ألفاظها ومعانيها اعتباطية فلفظ كلمة ما لا يمكن أن ينبأ عن معناها كما أن معنى كلمة ما لا يمكن أن ينبأ عن لفظها.

ومن الواضح أن العرفية -بهذا المعنى- تزيد من مرونة نطام الاتصال وتعدد استعمالاته فاتساع المعجم ليس مقيدا بضرورة التوافق بين الشكل والمعنى من خلال بعض المبادئ الأكثر عمومية، ومن الناحية الأخرى فحقيقة أن حلقة الوصل بين الشكل والمعنى على مستوى الوحدات المعجمية للنظم اللغوية -بشكل عام- اعتباطية لها أثرها في العبء الكبير الذي يقع على الذاكرة في عملية اكتساب اللغة، وارتباط صيغة معينة بمعنى معين يجب أن نعرفه في كل وحدة معجمية بشكل مستقل، إذن الاعتباطية التي من هذا


١ أو العشوائية أو العرفية "arbitrariness" وتفقد بموجبها الصيغ اللغوية أي تناظر فيزيائي مع الموجودات التي تشير إليها في العالم فعلى سبيل المثال ليس هناك شيء في كلمة كرسي تعكس هيئة ذلك الشيء المسمى بها فالعلاقة بين اللفظ والمعنى علاقة عشوائية باستثناء كلمات قليلة تفصح ألفاظها عن معانيها.
٢ المقابل الدلالي لهذه الكلمات الوقوفة، والبويت، ويحطم على الترتيب.

<<  <   >  >>