النوع من وجهة النظر السيميولوجية لها فوائدها وأضرارها فهي تجعل النظام اللغوي أكثر مرونة وتكيفا، لكنها تجعل تعلمه أكثر صعوبة وإرهاقا كذلك، وتوجد نقطة إضافية فالاعتباطية في أي نظام سيميولوجي تجعل تفسير الإشارات أكثر صعوبة بالنسبة لأي فرد يتصدى لتفسير هذه الإشارات ولا يعرف النظام، ولهذا أيضا فوائده وأضراره بالنسبة لمستخدمي النظام العاديين، ومن المفترض أن يتفوق الجانب المفيد على الجانب الضار، أما معظم النظم الاتصالية الخاصة بالحيوان ففيها رابطة لا اعتباطية بين شكل الإشارة ومعناها.
ولا تنحصر الاعتباطية بقدر ما تلقى اللغة من اهتمام في العلاقة بين الشكل والمعنى، فهي تتسع كذلك -بدرجة كبيرة إلى حد ما- لما يتعلق بكثير من البنية النحوية الخاصة بلغات معينة بقدر ما تختلف نحويا الواحدة عن الأخرى، ولم لم يكن الأمر كذلك لكان تعلم اللغات الأجنبية أكثر سهولة.
والأكثر إثارة فرضية تشومسكي التي تذهب إلى أن مقدارا كبيرا مما هو مشترك في البنية النحوية للغات الإنسانية جميعها -بما في ذلك العملية التي هي من نوع خاص إلى حد بعيد والخاصة بتبعية البنية- اعتباطي كذلك بمعنى أنه لا يمكن تفسيرها أو التنبؤ بها من خلال وظائف اللغة، أو الأحوال البيئية التي تكتسب فيها للغة وتستخدم فيها، أو طبيعة العملية الإدراكية الإنسانية عموما، أو أي عامل من هذا النوع، ووجهة نظر تشومسكي أن الكائنات الإنسانية موهوبة وراثيا بمعرفة المبادئ العامة الاعتباطية المزعومة التي تحدد الأبنية النحوية في جميع اللغات، وكل ما نحتاج أن نقوله هنا عن هذه النظرية أن اللغويين لا يتفقون جميعا على أن مثل هذه المبادئ العامة -كما يمكن تأسيسها- اعتباطية بالمعنى المقصود، وكثير من