للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البحوث الحديثة في علم اللغة النظري تكرث جهودها في محاولة بيان أنها ليست كذلك، وسنعود إلى هذه النقطة في الفصل الثامن.

٢- الازدواجية١ ونعني بها أن اللغة مستويين بنيويين فوحدات المستوى الأساسي تتكون من عناصر المستوى الثانوي ولكلا المستويين أسسه التنظيمية الخاصة، وستلاحظ أنثى أدخلت مميزا اصطلاحيا بين "عنصر" و"وحدة" وهذا ليس مميزا اصطلاحيا مشتركا في علم اللغة ومع ذلك فهو ذو ملائمة تفسيرية معينة وسيلتزم به في هذا الكتاب.

ونستطيع الآن أن نعتبر أن عناصر اللغة المنطوقة هي الأصوات "أو بشكل أوضح كما سيتضح في الفصل الثالث الفونيمات"، ولا تحمل الأصوات في حد ذاتها معنى، ووظيفتها الوحيدة أن يتجمع الواحد منها مع الآخر لتكوين وحدات لها -بصفة عامة- معنى محدد، ويرجع ذلك إلى أن عناصر المستوى الأدنى وهي الأصغر لا معنى لها بينما عناصر المستوى الأعلى وهي الأكبر لها معنى مميز -بصفة عامة إن لم يكن بشكل ثابت- يمكن التعرف عليه، ومن ثم وصفت العناصر بأنها ثانوية ووصفت الوحدات بأنها أساسية، ونظم الاتصال كلها لها مثل هذه الوحدات الأساسية لكن هذه الوحدات ليست بالضرورة مؤلفة من عناصر، ولا يكون للنظام خاصة الازدواجية إلا إذا كانت فيه الوحدات والعناصر كلاهما، ومعظم نظم الاتصال الخاصة بالحيوان لا تنتهج


١ خاصة الازدواجية "duality" وتبدو اللغة بموجبها ينتظمها على المستوى البنيوي مستويان مجردان: أولهما المستوى الأعلى حيث نحلل اللغة إلى مجموعات من الوحدات ذات المعنى وهي الوحدات الصرفية أو المورفيمات أو الكلمات وثانيهما المستوى الأدنى حيث تبدو اللغة سلسلة من القطع الصوتية "segments" لا معنى لها لكنها تتجمع لتكون وحدات ذات معنى.

<<  <   >  >>