هذا النهج -بشكل واضح- وتلك التي تنتهج هذا النهج لا تتركب وحداتها الواحدة مع الأخرى بالطريقة التي تتركب بها الكلمات الواحدة مع الأخرى في كل اللغات الإنسانية لتكون العبارات والجمل.
وفائدة الازدواجية أنه يمكن أن نركب عددا ضخما من الوحدات المختلفة من عدد صغير من العناصر، فعدة آلاف من الكلمات -على سبيل المثال- تتركب من ثلاثين أو أربعين صوتا، ولو أن هذه الوحدات الأساسية أتيح لها التركيب المنظم بطرق متنوعة فإن عدد الإشارات المتميزة التي يمكن أن تنقل -وبالتبعية عدد الرسائل المختلفة- سيتزايد بدرجة هائلة، وكما سنرى فيما بعد ليس هناك حد لعدد الإشارات اللغوية المتميزة التي يمكن أن تتركب في لغات معينة.
٣- التمايز١ ويقابل الاختلاف المتصل أو المتواصل، والتمايز في حالة اللغة خاصة للعناصر الثانوية، ولكي نوضح ذلك فإن الكلمتين: "bit"
١ خاصة التمايز "discreteness" ويمكن بموجب هذه الخاصة تحليل عناصر الإشارة اللغوية كما لو كانت ذات حدود يمكن تمييزها دون أي تدرج أو تواصل بينها، والنظام الذي يفتقد التمايز، يقال إنه نظام متواصل أو مفتقد التمايز ويستخدم المصطلح بصفة خاصة في علم الأصوات والفونولوجيا ليشير إلى الأصوت التي لها حدود حاسمة نسبيا, كما تحددها الوسائل السمعية والنطقية والفيزيائية، فرغم أن الكلام تيار متواصل من الأصوات إلا أن متكلمي لغة ما يستطيعون تقسيم هذه الكتلة المتجانسة إلى عدد محدد من الوحدات المنفصلة التي تناظر عادة الوحدات الصوتية "الفونيمات" في اللغة، وحدود هذه الوحدات قد تناظر السمات السمعية والنطقية التي يمكن تمييزها غير أنها غالبا قد لا تكون كذلك وتعرف الوحدات المجزأة أو المقسمة في حدها الأدنى في علم الأصوات بالفونات "Phones".