للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفردية" هناك بعد آخر للتنوع المنظوم في أقوال أفراد جماعة لغوية ما وهو البعد الخاص بالأسلوب، والاختلافات الأسلوبية كانت تشير من قبل إلى ما يتعلق بالمميز بين الأدبي والعامي، ويستمد هذا الفاصل من المميز بين اللغة المكتوبة واللغة المنطوقة ويتطابق معه على الإطلاق، لكن هناك مما يتصل بالاختلافات الأسلوبية ما هو أكثر من ذلك، فكلما تكلمنا بلغتنا الأم أو كتبنا بها ننهج أسلوبا دون آخر تبعا للسياق وتبعا للعلاقات التي تربط بيننا وبين الشخص الذي نتحدث معه أو نكتب إليه وتبعا لطبيعة ما يتحتم علينا إيصاله والغرض منه، وتبعا لعوامل أخرى عديدة، وسواء أكانت الخيارات الأسلوبية التي نمارسها واعية أم غير واعية فإنها ليست أقل تنظيما أو تحديدا، وممارسة الاختيارات الأسلوبية المناسبة جزء هام من استخدامنا الصحيح والفعال للغة، ومن هنا كان في التعدد الأسلوبي لكل متكلم أصلي للغة ما حكمة عملية، وما دام الأمر كذلك فمن الممكن -من حيث المبدأ- أن نعد كل لهجة فردية نظاما لغويا منفصلا كما أن من الممكن -وهو ما لا يقل وجاهة- أن نعد كل أسلوب مميز نظاما لغويا مميزا.

<<  <   >  >>