هناك مشكلات، فكثيرا ما يكون الاختلاف اللهجي اختلافا تدريجيا ومتواصلا إلى حد ما عبر مساحة شاسعة من الأرض فلا يتمكن المتكلمون الذين ينتمون إلى منطقتين منفصلتين إلى حد بعيد من أن يفهم أحدهما الآخر، لكن ربما لم يكن هناك نقطة بين لهجتين متجاورتين ينهار عندها الفهم المتبادل حينئذ يوجد ما هو أكثر من ذلك مشكلة أكثر إزعاجا إذ إن الفهم ليس متماثلا دائما كما أن ليست حالة من كل شيء أو لا شيء، ومن الممكن بل من الشائع فعلا إلى حد بعيد أن يكون X فاهما معظم ما يقوله Y غير أن Y يفهم قليلا مما يقوله X أو لا يفهم شيئا مما يقوله وذلك عندما يتكلمان معا ويستخدم كل منهما لهجته الخاصة، وهكذا فإن رسم حدود حاسمة بين اللغات المتميزة وبين اللهجات المختلفة الخاصة بلغة واحدة صعب عادة إلى حد بعيد لأسباب متنوعة.
وفي الحقيقة فإنه من المعتاد كثيرا ألا يوجد مميز حاسم يمكن وضعه بين لهجة منطقة ولهجة منطقة أخرى تكون مجاورة لها غالبا، ومع ذلك نحدد النطاق المكاني للهجة بشكل تقربي بواسطة المعيار الاجتماعي بالإضافة إلى المعيار الجغرافي، وإذا ما بحثنا القضية فسوف نجد دائما قدرا معينا من التنوع المنظوم في كلام أولئك الذين نعدهم ناطقين بلهجة واحدة، والملاذ الأخير أن نقبل أن لكل فرد لهجته الفردية١ أي: لهجته الشخصية كما يصوغها اللغويون وكل لهجة شخصية تختلف عن اللهجات الشخصية الأخرى بشكل مؤكد في المفردات والنطق وربما بدرجة طفيفة في النحو أيضا، وأكثر من ذلك فإن اللهجة الشخصية للفرد لا تثبت مرة واحدة وللجميع عند نهاية ما نعتبره مرحلة اكتساب اللغة أي: إنها عرضة للتغيير والاتساع على مر حياته.
وإضافة إلى ما يمكن تفصيله بخصوص مجال "اللغة, اللهجة, اللهجة
١ اللهجة الفردية "idiolect" مصطلح يستخدم في علم اللغة للإشارة إلى النظام اللغوي لدى متكلم فرد.