للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الاستخدام الدارج، والأهم أنه لا يقبل أن تكون لهجة منطقة معينة أو طبقة اجتماعية معينة صورة منحطة أو متدهورة من اللهجة المشتركة فهو يعرف أن اللهجة المشتركة -من وجهة النظر التاريخية- التي قد يفضل غير المتخصص أن تنطبق على مصطلح "اللغة" أكثر من مصطلح "لهجة" لا تختلف -من حيث الأصل لا من حيث تطورها التالي- من حيث النوع عن اللهجات غير المشتركة، ويعرف أيضا أن اللهجات ما دامت تستخدم في مجال أوسع إلى حد ما من الوظائف في الحياة اليومية للمقاطعة أو الطبقة الاجتماعية التي تعمل فيها فهي لا تقل تنظيما عن اللغة المشتركة على المستوى الإقليمي أو القومي، وهذه النقاط قد أثرناها من قبل وسوف نعود إليها لتطويرها، ولضرب الأمثلة عليها، ولإدخال توصيفات محددة عليها عند الاقتضاء في الفصول الأخيرة من هذا الكتاب، واللغة المشتركة على المستوى الإقليمي أو القومي -من وجهة نظر ثقافية واجتماعية معاصرة- تعد بحق مختلفة إلى حد بعيد في الخصائص عن اللهجات غير المشتركة المرتبطة بها ارتباطا تاريخيا.

ومن المعتاد كثيرا في الاستخدام اليومي للمصطلحين: لهجة ولغة أن يقوم التمييز بينهما إلى حد بعيد على اعتبارات ثقافية أو سياسية، فعلى سبيل المثال الماندارينية "Mandarin" والكانتونية "Cantonese" تسمى لهجات صينية "Chinese" لكنهما متميزتان الواحدة عن الأخرى أكثر من تميز اللغة الدانماركية "Danish" عن اللغة النرويجية "Norwegian"، وحتى أكثر من تميز اللغات الهولندية "Dutch" والفلمنكية "Flemish" والأفريكانز "Afrikaans" الواحدة عن الأخرى التي توصف وصفا متكررا بأنها لغات مختلفة، وقد يكون هناك تفكير في أن معيار الفهم المتبادل يكفي لرسم خط سياسي وثقافي محايد للفصل بين اللغات، وهو في الحقيقة المعيار الرئيسي الذي يطبقه اللغوي المتمرس عند إقامته حدود جماعة لغوية ما، لكن

<<  <   >  >>