أم خطأ، ولا يمكن كذلك أن يكونا سلطة لا معقب لها من التقليد من أجل التقليد ""هذا ما تعلمته وتعلمه آبائي، وما تعلمه آباء آبائي"" ومن أجل استخدام أولئك الذين ينظر إليهم على أنهم أفضل الكتاب في اللغة، وثمة وجهة نظر شائعة في مجتمعنا -أو كانت موجودة حتى وقت قريب- تذهب إلى أن التغير اللغوي يتضمن بالضرورة انحطاطا أو فسادا في اللغة، وهي وجهة نظر لا يمكن الدفاع عنها، فكل اللغات عرضة للتغيير وهي حقيقة ثابتة بطريقة الاستقراء، ومهمة علم اللغة التاريخي أن يبحث تفصيل التغير اللغوي عندما يكون متاحا للبحث، وأن يبني نظرية تفسيرية للتغير اللغوي تسهم في فهمنا لطبيعة اللغة، والعوامل التي تحدد التغير اللغوي معقدة ولا نفهم حتى الآن إلا جانبا منها فحسب، غير أنه يكفي ما هو معروف الآن -وما هو معروف منذ منتصف القرن التاسع عشر- لأن يكون واضحا لأي مراقب غير متحيز للتغير في اللغة أن ما هو مدان في أي وقت باعتباره فسادا أو خطأ في مستويات الاستخدام التقليدية يمكن دائما أن يكون له مثيل في تطور سابق من النوع نفسه في الاستخدام الذي يتعامل معه التقليديون أنفسهم باعتباره صوابا غير قابل للخطأ.
وفيما يتصل بمبدأ اتباع المستويات التي وضعها الكتاب والكبار المعترف بهم فإن هذا المبدأ لا يمكن الدفاع عنه كذلك -عدم إمكانية الدفاع يعني فيما يتعلق بالاستخدام المتداول بشكل عام- فليس من سبب يدعونا للاعتقاد بأن الكاتب -حتى لو كان عبقريا- تحوطه العناية الإلهية بمعرفة موثوقة ومؤكدة للقوانين الخارجية للصواب تمتنع عن بقيتنا، وقد حدث ذلك لدرجة أن اكتسب النحو التقليدي نزعة أدبية قوية إلى حد بعيد، ويرجع ذلك إلى أنه في فترات هامة عديدة في تطور الثقافة الأوروبية من فترة مدرسة الإسكندرية -في القرن الثاني قبل الميلاد إلى عصر النهضة