محفوف بالمصاعب الاجتماعية والسياسية، وهو قسم مما سنسميه التخطيط اللغوي ويعد أحد القطاعات الهامة في مجال علم الاجتماع اللغوي التطبيقي.
ويجب ألا نعتقد أن إنكار اللغوي لأن يكون كل تغير في اللغة تغيرا للأسوأ يعني ضمنا أن يكون التغير في اللغة تغيرا إلى الأفضل، فهو لا يعبر إلا عن شكوكه في الإعجاب الدال على عدم التفكير في معايير مشكوك فيها تجريبيا، ويسلم بأنه قد يكون من الممكن -من حيث المبدأ- أن نقيم اللهجات واللغات من خلال ما يتصل بها مرونة، وإمكانية التعبير، والدقة، والإمكانيات الجمالية، كما يسلم بالتأكيد بأن استخدام المتكلمين والكتاب -الأفراد- للهجتهم أو لغتهم يتفاوت فعاليته، ومع ذلك لا يستطيع إلا أن يقرر -على أساس من العمل الأكثر اتصافا بالعلمية الذي أجري على اللغة واللغات في الأعوام الأخيرة- أن معظم الأحكام حول هذه الأمور ذاتية إلى حد بعيد، واللغوي باعتباره أحد أفراد الجماعة اللغوية له تحيزاته الخاصة وهي إما تتصل به شخصيا أو تستمد من خلفيته الاجتماعية والثقافية والجغرافية، وقد يكون محافظا أو تقدميا حسب مزاجه، ومواقفه تجاه لغته الخاصة لن تكون أقل ذاتية في هذا الخصوص من مواقف غير المتخصص، فقد يجد في نبرة معينة أو لهجة معينة ما يرضيه أو ما لا يرضيه، وقد يصحح حتى كلام أطفاله إذا وجدهم يستخدمون طريقة في النطق أو كلمة أو تركيبا نحويا يتجهم له المتشددون، لكنه وهو يفعل ذلك -إن كان صادقا مع نفسه- يعرف أن ما يصححه ليس خطأ متأصلا، لكنه خطأ متصل ببعض المستويات التي يرغب لأولاده أن يتبنوها لأسباب تتصل بالمكانة الاجتماعية أو الفائدة التربوية.
وبقدر ما يلقى موقفه من اللغة الأدبية من عناية يكشف اللغوي ببساطة أن اللغة تستخدم في العديد من الأغراض، وأن استخدامها فيما يتصل بهذه الأغراض لا يجب أن يحكمه معايير يمكن تطبيقها على اللغة الأدبية، بمفردها أو عليها بصفة أساسية، وهذا لا يعني أنه يعادي -بأي شكل من الأشكال- الأدب أو دراسة الأدب في مدارسنا وجامعاتنا، فعلى العكس من ذلك نجد كثيرا من اللغويين لهم اهتمام خاص بالبحث في الأغراض الأدبية التي توظف لها اللغة ويكمن نجاحها في تحقيق تلك الأغراض، وهو ما يعد جزءا -هاما إلى حد بعيد- من الفرع المعروف بعلم الأسلوب في علم اللغة الموسع.