للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واندماج الأفرع الثلاثة الخاصة بعلم الأصوات ليس أمرا سهلا، وأكثر الأمور أهمية وإثارة من حيث المبدأ أن إحدى نتائج علم الأصوات التجريبي أنه لا توجد علاقة متبادلة مباشرة يمكن تأسيسها بين بعض أكثر الأبعاد النطقية وضوحا في الكلام وبين الحدود التجريبية المماثلة مثل الذبذبة واتساع الموجات الصوتية، وحتى نجعل هذه النقطة أكثر عمومية فيما يتعلق بالأفرع الثلاثة الخاصة بعلم الأصوات نقول إن تصنيفات علم الأصوات النطقي، وعلم الأصوات التجريبي، وعلم الأصوات السمعي لا تتطابق بالضرورة، فعلى سبيل المثال ما يمكن أن يبدو اختلافات نطقية وسمعية واضحة بين أنواع مختلفة من الصوامت دعنا نقول بين أصوات الـ p، وأصوات الـ T وأصوات الـ K لا تبدو بشكل واضح ملمحا مفردا، أو مجموعة من الملامح التي يمكن تمييزها في التحليل التجريبي للإشارات التي تحتويها، والبعدان السمعيان لطبقة الصوت ودرجته يرتبطان بعلاقة متبادلة بالحدين التجريبيين للتردد والقوة إلا أن العلاقة المتبادلة بين الطبقة والتردد من ناحية، والدرجة والقوة من ناحية أخرى لا يمكن عرضها من خلال نسبة ثابتة تصدق على الأصوات الكلامية جميعها التي تتنوع وفق الأبعاد ذات الصلة.

وهذا لا يعني أن التصنيفات الخاصة بأحد الفروع الصوتية الثلاثة أكثر أو أقل تعويلا أو أكثر أو أقل علمية بصورة جوهرية إذا ما قورنت بالتصنيفات الخاصة بالفرعين الآخرين، ويجب أن نتذكر أن التكلم والاستماع ليسا نشاطين مستقلين، فكلاهما يتضمن تغذية مرتجعة من الآخر، ومن الملاحظات العامة أن الفرد الذي لا يكترث بما ينطقه يئول حديثه إلى الفساد، ويرجع ذلك إلى أننا عادة نراقب ما ننتجه من كلام مثلما نصدر هذا الكلام، وكثيرا ما يحدث بلا وعي أن نصدر الأحكام الضرورية على الإطار الخاص بما يمكن

<<  <   >  >>