للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٨- خطبة له يوم أحد:

قام عليه الصلاة والسلام فخطب الناس فقال:

"أيها الناس أوصيكم بما أوصاني الله في كتابه، من العمل بطاعته، والتناهي عن محارمه، ثم إنكم اليوم بمنزل أجر وذخر لمن ذكر الذي عليه، ثم وطَّن نفسه على الصبر واليقين، والجد والنشاط؛ فإن جهاد العدو شديد كربه، قليل من يصبر عليه إلا من عزم له على رشده، إن الله مع من أطاعه، وإن الشيطان مع من عصاه، فاستفتحوا أعمالكم بالصبر على الجهاد، والتسموا بذلك ما وعدكم الله، وعليكم بالذي أمركم به؛ فإني حريص على رشدكم. إن الاختلاف والتنازع والتثبيط من أمر العجز والضعف، وهو ما لا يحبه الله، ولا يعطي عليه النصر.

أيها الناس، إنه قذف في قلبى أن من كان على حرام فرغب عنه ابتغاء ما عند الله غفر له ذنبه، ومن صلى على محمد وملائكته عشرا، ومن أحسن وقع أجره على الله في عاجل دنياه، أو في آجل آخرته، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فعليه الجمعة يوم الجمعة، إلا صبيا أو امرأة أو مريضا أو عبدا مملوكا١، ومن استغنى عنها استغنى الله عنه، والله غني حميد.


١ الحديث لا يخلو من كلام.

<<  <   >  >>