للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٣- خطبته في الاستسقاء:

روي أن أعرابيا جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم وآله- في عام جدب، فقال: أتيناك يا رسول الله، ولم يبق لنا صبيٌّ يرتضع، ولا شارف١ تجتر، ثم أنشده:

أتيناك والعذراء يدمي لبانها٢ ... وقد شغلت أم الرضيع عن الطفل

وألقى بكفيه الفتى لاستكانة ... من الجوع حتى ما يمرُّ ولا يحلي٣

ولا شيء مما يأكل الناس عندنا ... سوى الحنظل العاميّ والعلهز الفسلِ٤

وليس لنا إلا إليك فرارنا ... وأين فرار الناس إلا إلى الرُّسْلِ؟


١ الشارف من النوق: المسنة الهرمة كالشارفة.
٢ أي يدمي صدرها؛ لامتهانها نفسها في الخدمة حيث لا تجد ما تعطيه من يخدمها من الجدب وشدة الزمان.
٣ أي ما يضر وما ينفع، أو ما يأتي بكلمة ولا فعلة مرة ولا حلوة.
٤ العامي: الذي أتى عليه عام، قال الشاعر: "من أن شجاك طلل عامي" والعلهز: طعام من الدم والوبر كان يتخذ في المجاعة، والفسل: الرديء الرذل من كل شيء.

<<  <   >  >>