للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- يجر رداءه حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال:

"اللهم اسقنا غيثا مغيثا، مريئا مريعا ١، سحا سجالا ٢، غدقا ٣، طبقا ٤، ديما دررا ٥، تحيي به الأرض، وتنبت به الزرع، وتدر به الضرع، واجعله سقيا نافعة، عاجلا غير رائب" ٦.

فو الله ما رد الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وآله يديه إلى نحره, حتى ألقت السماء أرواقها٧، وجاء الناس يضجون: الغرق الغرق يا رسول الله، فقال: "اللهم حوالينا ولا علينا"، فانجاب٨ السحاب عن المدينة، حتى استصدار حولها كالإكليل، فضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى بدت نواجذه٩.

"شرح ابن أبي الحديد م٣ ص ٣١٦".


١ المريع: الخصيب، أي تخصب به الأرض التي ينزل عليها.
٢ أي متداولا بين البلاد، ينال كل منها نصيبه منه، والسجل بالفتح: النصيب والدلو المملوءة العظيمة، ويقال: الحرب سجال؛ أي نصرتها بين القوم متداولة سجل منها على هؤلاء وآخر على هؤلاء.
٣ الغدق: الماء الكثير.
٤ أي مالئًا للأرض مغطيا لها، يقال غيث طبق: أي عام واسع يطبق الأرض.
٥ هو جمع درة بالكسر، يقال للسحاب درة: أي صب واندفاق، وقيل الدرر: الدار، كقوله تعالى: {دِينًا قِيَمًا} أي قائما.
٦ أي غير بطئ.
٧ ألقت السحابة أرواقها: أي مطرها ووبلها.
٨ انكشف.
٩ نواجذه: أقصى الأضراس.

<<  <   >  >>