للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} ١.

وقال: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} ٢.

السنة جزء من الوحى الإلهى:

وترجم الرسول نفسه عن أن سنته جزء من الوحى الإلهي، فقال: "إني أوتيت الكتاب ومثله معه" ٣، وقال: "والذى نفسى بيده ما خرج منه إلا الحق" ٤.

والأمة المؤمنة كلها من عهد رسوله تدرك أن السنة النبوية إنما اعتمدت على الوحى واستمدت منه، وكان المؤمنون الأولون يجمعون على أن هذه حقيقةث بديهية لا تقبل الجدل أو الارتياب، وهؤلاء مثلهم الخلفاء الراشدون -رضوان الله عليهم أجمعين- وهم خيار الناس في المجتمع المسلم، كانت لهم آراؤهم وشخصياتهم، ولكنهم أمام سنة الرسول يخضعون ويسلمون؛ لأنها هدى النبي الأمين المتلقى عن الله رب العالمين، ولقد حدث أن بعض الخلفاء رأى بعض المسلمين يقول قولا ام يسمعه الخليفة من قبل، فقام يعرضه ويناهضه، ولكنه حينما علم أن هذا من قول الرسول المعصوم المؤيد بالوحي رجع وخضع، ولو رجعنا إلى أئمة الفقهاء لوجدناهم يجمعون على أن سنة الرسول جزء من الوحى.


١ النساء: ٦٥.
٢ الحشر: ٧.
٣ صحيح بن حبان ٩٧.
٤ مسند الإمام أحمد ٢/ ١٦٢.

<<  <   >  >>