١- الأرض مدورة كالكرة، والفلك محيط بها، تدور على قطبين، أحدهما يدعى القطب الشمالي، والآخر القطب الجنوبي.
٢- وكل كرة إذا رسمت عليها دائرتين كبيرتين تقطعان بعضهما في زاوية قائمة، قسمت تلكما الدائرتان الكرة إلى أربعة أقسام. كذلك الأرض مقسمة إلى أربعة أقسام بدائرتين: تدعى إحداهما دائرة الآفاق والأخرى خط الاستواء. أما دائرة الآفاق فإنها تبدأ من المشرق وتتجه إلى نهاية العمارة فتمر في القطب الجنوبي، فتقطع ناحية المغرب لتعود إلى المشرق مرة أخرى. وهذه الدائرة هي التي تفصل النصف الظاهر العامر من الأرض عن النصف الآخر المحجوب الذي تحتنا.
وخط الاستواء هو الدائرة التي تخرج من حدود المشرق وتمر من وسط الأرض على أبعد مكان من القطبين حتى تصل إلى المغرب وتستمر حتى تعود إلى المشرق مرة أخرى.
٣- وتقع العمارة في الربع الشمالي من النصف المتصل بخط الاستواء. كما يوجد بعضها في الربع الجنوبي من هذا النصف متصل بخط الاستواء. ومساحة هذه العمارة الواقعة في الشمال هي بعرض ٦٣ درجة وبطول ١٨٠ درجة.
ولما كانت أكبر دائرة تحيط بالأرض هي ٣٦٠ درجة، ومساحة العمارة في الناحية الجنوبية تزيد بقليل على ١٧ درجة في ١٨٠ درجة، ومقدار مساحة الاثنتين تساوى ٩/١ مساحة الأرض، فإن جميع مدن العالم والممالك المختلفة والبحار والجبال والأنهار وكل مكان تأوي إليه الأحياء يشكل ٩/١ الأرض التي ذكرناها.
٤- أما ناحية المشرق فآخر مدينة فيها هي قصبه الصين التي تدعى خمدان، وتقع على ساحل البحر الأخضر الذي يسميه الروم الأوقيانوس المشرقي ويسميه العرب البحر الأخضر. وكما يقول أرسطاطاليس في كتاب الآثار العلوية، فإن هذا البحر يحيط بالأرض مثل دائرة الآفاق ولا تمخر عبابه سفينة [٢ ب] ولم يقطعه أحد ولا تعلم نهايته، وحيثما كانت العمارة تمكن الجميع من رؤيته، لكن لا يمكن شقه إلا بالمقدار القريب جدا من العمارة. كما أن آخر مدنه قي ناحية المغرب تدعى السوس الأقصى، وتقع على