بلاد شرقيها بعض حدود الشام وبعض من برية مصر؛ وجنوبيها حدود النوبة؛ وغربيها بعض حدود المغرب وبعض المفازة التي تدعى الواحات؛ وشماليها بحر الروم.
وهي أغنى بلاد الإسلام، وفيها مدن كثيرة جميعها عامرة ونزهة ذات خصب ونعم وفيرة متنوعة. ترتفع منها الثياب والمناديل والأردية المختلفة التي لا يوجد في جميع العالم ما هو أثمن منها، كالصوف المصري والثياب والمناديل الدبيقية والخز، وفيها [٣٥ ب] الحمير الجيدة الثمينة.
١- الفسطاط:
قصبة مصر، أغنى مدينة في العالم، في غاية العمارة ووفرة النعمة، تقع إلى الشرق من نهر النيل. وبها تربة الشافعي رحمة الله عليه.
٢- ذميره، دنقرا:
مدينتان إلى الشرق من نهر النيل، عامرتان وفيرتا النعمة؛ ترتفع منهما الثياب الكتان الثمينة.
٣- الفرما:
مدينة على ساحل بحيرة تنيس وسط رمال الجفار. وبها قبر جالينوس.
٤- تنيس ودمياط:
مدينتان وسط بحيرة تنيس على جزيرتين، وليس بهما زروع ولا ثمار؛ ترتفع منهما الثياب الصوف والكتان الغالية.
٥- الإسكندرية:
مدينة متصلة ببحر الروم من جهة وبحيرة تنيس من جهة، وفيها منارة يقال إن ارتفاعها مئتا ذراع، مرتكزة على صخرة وسط الماء، وهي تتحرك كلما هبّ النسيم بحيث لا يمكن رؤية ذلك.
٦- الهرمان:
بناءان على جبل قرب الفسطاط، ملاطها من مادة لا يؤثر فيها شيء.
وطول كل واحد منهما أربعمائة ذراع في عرض أربعمائة وارتفاع أربعمائة. وفيهما بيوت ضيقة. وقد بناهما هرمس قبل الطوفان، ذلك أنه علم بأن الطوفان سيحدث، فبناهما لينجو من الماء. وقد كتب عليهما بالعربية: بنيناهما بقدرة، فمن أراد أن يعلم كيف بنيناهما فليخربهما.
وقد حفر على هذين الهرمين كثير من العلوم من طب وفلك وهندسة وفلسفة.