الذي أصيب بخروم ضاعت معها بعض الكلمات ما يستفاد منه بكل تأكيد أنه أفاد من بطلميوس. ولكن ماذا عن بقية المصادر؟
يجزم بارتولد في مقدمته لحدود العالم أن مؤلف الكتاب كانت بيده نسخة من كتاب البلخي أو الإصطخري «١» . إلا أن مسألة الفصل بين مؤلّف البلخي ومؤلف الإصطخري أمر معقد، ففي نص فريد لياقوت نقرأ ما يلي:" قرأت في الكتاب المتنازع بين أبي زيد البلخى وأبي إسحاق الفارسي الإصطخري في صفة البلدان فقال.."«٢» . وقد ألف أبو زيد أحمد بن سهل البلخي (حوالي ٢٣٥- ٣٢٢ هـ)" كتابه نحو ٣٠٨ أو ٣٠٩ هـ أو بعد ذلك بقليل، وتختلف أسماؤه باختلاف المصادر، فهو مرة صور الأقاليم وحينا أشكال البلاد وتارة تقويم البلدان.. أما أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفارسي فقد أنهى أول نسخة من كتابه مسالك الممالك حوالي ٣١٨- ٣٢١ هـ وأبو زيد البلخي على قيد الحياة، غير أن كتابه قد انتشر في الشرق بوجه خاص على هيئة طوامير ترتفع إلى المسودة التي عملت حوالي ٣٤٠ هـ «٣» ".
وهناك رأي لمحقق المكتبة الجغرافية دي خويه يرى فيه" أن الإصطخري لم يكن في الحقيقة إلا ملخصا لكتاب وضعه أبو زيد البلخي"«٤» ، بينما يعتقد بروكلمان أن كتاب الإصطخري نسخة موسعة من كتاب البلخي «٥» . ويزداد الأمر تعقيدا حينما نعلم أن الإصطخري قد التقى ابن حوقل الذي أطلعه على كتابه وما فيه من خرائط، فانتقد ابن حوقل بعض ما في الكتاب وخاصة الخرائط. لنقرأ ابن حوقل يحدثنا عن ذلك:
" ولقيت أبا إسحاق الفارسي وقد صوّر هذه الصورة لأرض السند فخلطها، وصور فارس فجوّدها. وكنت قد صورت آذربيجان التي في هذه الصفحة فاستحسنها، والجزيرة فاستجادها، وأخرج التي لمصر فاسدة وللمغرب أكثرها خطأ. وقال: قد نظرت في مولدك وأثرك، وأنا أسألك إصلاح كتابي هذا حيث ضللت. فأصلحت منه غير شكل وعزوته