أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَمْزَةَ الْحَاكِمُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحَافِظُ، أنا أَسْعَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ رَوْحٍ، أنا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ الشَّحَّامِيُّ، أنا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَحِيرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ يَقُولُ: قَالَ لِي أَبِي: قَالَ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ: كَانَ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللَّهُ إِذَا عَرَضَ الْمُوَطَّأَ تَهَيَّأَ وَلَبِسَ ثِيَابَهُ وَعِمَامَتَهُ، ثُمَّ أَطْرَقَ لا يَتَّخِمُ، وَلا يَعْبَثُ بِشَيْءٍ مِنْ لِحْيَتِهِ حَتَّى يَفْرُغَ مِنَ الْقِرَاءَةِ، إِعْظَامًا لِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَذَكَرَ إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَهُوَ يُحَدِّثُنَا، فَجَاءَتْهُ عَقْرُبٌ فَلَدَغَتْهُ سِتَّ عَشْرَةَ مَرَّةً، وَمَالِكٌ رَحِمَهُ اللَّهُ يَتَغَيَّرُ لَوْنُهُ وَيَتَصَبَّرُ، وَلا يَقْطَعُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْمَجْلِسِ وَتَفَرَّقَ النَّاسُ، قُلْتُ لَهُ: أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , لَقَدْ رَأَيْتُ مِنْكَ عَجَبًا، قَالَ: نَعَمْ، إِنَّمَا صَبَرْتُ إِجْلالا لِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ الْوَاقِدِيِّ أَنَّ مَالِكًا رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى كَانَ يَجْلِسُ فِي مَجْلِسِهِ عَلَى نَمَارِقَ مَطْرُوحَةٍ، يُمْنَةً وَيُسْرَةً فِي سَائِرِ الْبَيْتِ لِمَنْ يَأْتِيهِ مِنْ قُرَيْشٍ وَالأَنْصَارِ، وَالنَّاسِ، وَكَانَ مَجْلِسُهُ مَجْلِسَ وَقَارٍ وَحِلْمٍ، وَكَانَ رَجُلا مَهِيبًا نَبِيلا لَيْسَ بِمَجْلِسِهِ شَيْءٌ مِنَ الْمِرَاءِ وَاللَّغَطِ وَلا رَفْعِ صَوْتٍ، وَكَانَ الْغُرَبَاءُ يَسْأَلُونَهُ عَنِ الْحَدِيثِ، وَلا يُجِيبُ إِلا الْحَدِيثَ بَعْدَ الْحَدِيثِ، وَرُبَّمَا أَذِنَ لِبَعْضِهِمْ فَقَرَأَ عَلَيْهِ، وَكَانَ لَهُ كَاتِبٌ قَدْ نَسَخَ كُتُبَهُ، يُقَالَ لَهُ حَبِيبٌ، يَقْرَأُ لِلْجَمَاعَةِ، فَلَيْسَ أَحَدٌ مِمَّنْ يَحْضُرُهُ يَدْنُو وَلا يَنْظُرُ فِي كِتَابِهِ، وَلا يَسْتَفْهِمُ هَيْبَةً لِمَالِكٍ وَإِجْلالا لَهُ، وَكَانَ حَبِيبٌ إِذَا قَرَأَ فَأَخْطَأَ فَتَحَ عَلَيْهِ مَالِكٌ، وَكَانَ ذَلِكَ قَلِيلا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute