للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صدقة بن سليمان الجعفري قال: كانت لي شرة سمجة فمات أبي فأنبت وندمت على ما فرطت ثم قال أيضا: زللت فرأيت أبي في المنام فقال: أي بني ما كان أشد فرحي بك وأعمالك تعرض علي فلنشبهها بأعمال الصالحين فلما كان هذه المرة استحييت حياء شديدا فلا تحزني فيمن حولي من الأموات قال خالد: كان بعد ذلك قد خشع وتنسك فكنت أسمعه يقول في داعائه في السحر - وكان لنا جارا في الكوفة -: أسألك إنابة لا رجعة فيها يا مصلح الصالحين وهادي الضالين وراحم المذنبين.

روي من طريق ثابت عن شهر بن حوشب أن صعب بن جثامة وعوف بن مالك كانا متواخيين قال صعب لعوف: أي أخي أينا مات قبل صاحبه فليتراءى له قال: أو يكون ذلك؟ قال: نعم فمات صعب فرآه عوف فيما يرى النائم كأنه أتاه قال: فقلت له: أي أخي ما فعل بكم؟ قال: غفر لنا بعد المساوئ قال: ورأيت لمعة سوداء في عنقه فقلت له: أي أخي ما هذا؟ قال: عشرة دنانير استلفتها من فلان اليهودي فهي في قرني فأعطها إياه واعلم أخي أه لم يحدث بأهلي حدث بعدي إلا قد لحق بي خبره حتى هرة ماتت منذ أيام واعلم أن ابنتي تموت لستة أيام فاستوصوا بها معروفا فلما أصبحت قلت إن في هذا لمعلما فأتيت أهله فقالوا: مرحبا بعوف هكذا تصنعون بتركة إخوانكم لم تقربنا منذ مات صعب قال: فاعتللت فيما يعتل به الناس قال: فنظرت إلى القرن فانتشلت ما فيه فبدرت الصرة التي فيها الدنانير فبعث إلى اليهود فجاء فقلت: هل لك على صعب شيء قال: رحم الله صعبا كان من خيار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هي له: قلت: لتخبرني قال: نعم أسلفته عشرة دنانير فنبذتها إليه فقال: هي والله بأعيانها قال: هذه واحدة قلت هل حدث فيكم بعد موته؟ قالوا: نعم هرة لنا ماتت منذ أيام قلت: هاتان ثنتان قلت: أين ابنة أخي؟ قالوا: تلعب فأتيت بها فلمستها فإذا هي محمومة قلت: استوصوا بها خيرا فماتت لستة أيام.

وقد رويت هذه القصة على وجه أخر وهو أشبه فروى ابن المبارك في كتاب الزهد عن أبي بكر عن عطية بن قيس عن عوف بن مالك الأشجعي وكان مواخيا لرجل من قيس يقال له: محكم ثم إن محكما حضره الموت فأقبل عليه عوف فقال: يا محكم إذا أنت وردت فارجع إلينا فأخبرنا بالذي صنع بك فقال محكم: إن كان يكون لمثلي فعلت فقبض محكم ثم ثوى عون بعده عاما فرآه في منامه،

<<  <   >  >>