للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال: يا محكم ما صنعت وما صنع بك؟ فقال له: وفينا أجورنا قال: كلكم؟ قال: كلنا إلا خواص هلكوا في الشر الذين يشار إليهم بالأصابع والله لقد وفيت أجري كله حتى وفيت أجر هرة ضلت لأهلي قبل وفاتي بليلة فأصبح عوف فغدا على امرأة محكم فلما دخل قالت: مرحبا زوار صعب بعد محكم قال عوف: هل رأيت محكما منذ توفي قالت: نعم رأيته البارحة ونازعني ابنتي ليذهب بها معه فأخبرها عوف بالذي رأى وما ذكر عن الهرة التي ضلت فقالت: لا أعلم بذلك خدمي أعلم بذلك فدعت خدمها فسألهم فأخبروها أنها ضلت لهم هرة قبل موت محكم بليلة.

ومحكم هو ابن جثامة أخ لصعب والله أعلم.

وروى هشام بن عمار عن صدقة بن خالد بن يزيد عن جابر عن عطاء الخراساني حدثتني ابنة جابر بن قيس بن شماس أن ثابتا قتل يوم اليمامة وعليه درع له نفيسة فمر به رجل من المسلمين فأخذها فبينا رجل من المسلمين نائم إذا أتاه ثابت في منامة فقال له: إني أوصيك بوصية وإياك أن تقول هذا حلم فتضيعها إني لما قتلت أمس مر بي رجل من المسلمين فأخذ درعي ومنزله في أقصى الناس وعند خبائه فرس يستن في طوله وقد كفى على الدرع برمة وفوق البرمة رحل فأت خالدا عمره أن يبعث إلي درعي فيأخذها فإذا قدمت المدينة علي خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل له: من الدين كذا وكذا وفلان من وقيقي عتيق وفلان فأتى الرجل خالدا فبعث إلي الدرع وأتى بها وحدث أبا بكر برؤياه فأجاز وصيته ولا نعلم أحدا أجيزت وصيته بعد ثابت رحمة الله عليه.

قلت: مثل الرؤيا الصادقة تورث ظنا قويا أقوى من إخبار رجل أو رجلين فيجوز للوصي وغيره الإعتماد عليها في الباطن كما إذا علم الوصي بدين على الموصي غير ثابت في الظاهر فإن له قضاءه وإذا رأى الإمام إنفاذ ذلك ظاهرا كان فيه اقتداء بالصديق رضي الله عنه.

قال ابن أبي الدنيا: حدثنا سعيد بن يحيى الأموي حدثنا أبي عن أبي بكر بن عياش عن حفار كان في بني أسد قال: فمررت بالحفار فحدثني كما حدثني أبو بكر عنه قال: كنت أنا وشريك لي نتحارث في مقبرة بني أسد قال: فإني لليلة في المقابر إذا سمعت قائلا يقول من قبر: يا عبد الله! قال: مالك يا جابر؟ قال: غدا تأتينا أمنا قال: وما ينفعها لا تصل إلينا إن أبي قد غضب عليها وحلف أن لا يصلي عليها

<<  <   >  >>