للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

سافر من مكة المشرفة في أثناء السَّنة، وبلغني أنه كان معه مصحف يقرأ فيه، وأنه لما [غرق] (١) رفع المصحف بيده عن البلل، فما زال المصحف مرتفعًا به إلى أن غرق وهو يتشهَّد رحمه الله تعالى.

وكان من خيار أهل العلم، سمع الحديث على محمد بن الحسين الفوِّي في آخرين كثيرين، وطلب، وقرأ، وكتب بخطه المليح وفيات، سمعنا من لفظه كثيرًا على غيره، وحدَّثنا من لفظه.

٢٦٩ - وفي أيام منى (٢) محرمًا، الشيخ الإمام الرباني، فقيه مكة، نجم الدين، أبو القاسم عبد الرحمن (٣) بن يوسف بن إبراهيم القرشي الأصفوني الشافعي، وحُمِل إلى مكة فدُفن بالمعلاة.

اختصر «الروضة»، وصنَّف كتابًا في الجبر والمقابلة، (٤) وكان من أعلم الناس به.

اجتمعت به غير مرة، وأخذت عنه، وانتفع به أهل مكة.

كان من خيار الناس دينًا وورعًا، وانقطاعًا، ونصحًا للخلق ١).


(١) في النسخة: قرأ. والمثبت من إيضاح بغية أهل البصارة، نقلًا عن المصنِّف، وهو أوفق للسياق.
(٢) في ثاني عيد الأضحى، كما أرَّخته مصادر ترجمته.
(٣) ترجمته في: الوفيات، لابن رافع ٢: ١٢٩ - ١٣٠؛ وطبقات الشافعية، للسبكي ١٠: ٨١؛ وطبقات الشافعية، للإسنوي ١: ١٧٧ - ١٧٩؛ والعقد الثمين ٥: ٤١٥ - ٤١٨؛ وإيضاح بغية أهل البصارة، ص ٢٣٧ - ٢٣٨؛ وتاريخ ابن قاضي شهبة ١: ٦٨٨ - ٦٨٩؛ وطبقات الشافعية، له ٣: ٣٥ - ٣٦؛ والدرر الكامنة ٢: ٣٥٠.
(٤) مما نقله ابن قاضي شهبة في تاريخه نقلًا عن المصنِّف هنا.

<<  <   >  >>