الحمد لله الذي أوجد وأفنى، وأفقر وأغنى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فله الأسماء الحسنى.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الذي فتح أعينًا عميًا، وآذانًا صُمًّا، وألسنة لكنًا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، صلاة لا تنفد، وسلامًا لا يفنى.
وبعد، فإني أذكر في هذه الأوراق «ذيلًا» على «العبر» للحافظ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، يلي «ذيله» الذي ذيَّله عليها، فإنه انتهى في «العبر» إلى سنة سبع مئة، وقد كنت قبل هذا بزمن طويل ذيَّلت من هنا، ثم رأيته ذيَّل عليها إلى سنة أربعين وسبع مئة، وقع لي بخطِّه، وفي عقبه «ذيل» لصاحبنا الحافظ أبي المحاسن محمد (١) بن علي بن محمد بن حمزة الحسيني، وكان في ملكي، فقدته من سنين، فلم أظفر به إلى الآن، وهو بخط مذيِّله وما أظنه نقل منه شيئًا فإني ابتعته من تركته، فرأيت أن أقتصر على ما ذيَّله الذهبي من سنة إحدى وأربعين وسبع مئة إلى زماننا، مستمدًّا من الله حسن المعونة، إنه حسبنا ونعم الوكيل.
(١) تُوُفِّي سنة ٧٦٥ هـ، وسترد ترجمته في ما يلي، برقم (٤٨٤).