للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الله، فأومأ إلى فيه، وقال: "اكتب، فوالذي نفسي بيده ما خرج منه إلا حق" (١) .

فهذا دليل واضح على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ينطق عن الهوى، ولا يخرج منه في كلامه إلا الحق، سواء فيما يتكلم به من عند نفسه، أو ما نسبه إلى ربه، فكله وحي من عند الله تعالى عَلَّمه إياه، وملأه في صدره، فهو يصدر عنه.

لذلك نرى في كتاب الله تعالى الآيات الكثيرة التي يأمرنا الله بها أن نطيع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم واعتبر طاعته من طاعته تعالى، وليس ذلك إلا لأنه يتكلم بالوحي، وينطق به، ويأمر بشريعة الله سبحانه، ويبين سنن الهدى التي أمره الله تعالى أن يبلغها، بل إن العلماء عدوا قوله، وفعله، وسكوته صلى الله عليه وسلم سنة متبعة تفيد حكماً

قال الله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً} [النساء: ٨٠] .

وقال–جل وعز-: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ


(١) رواه أبو داود في العلم باب في كتابة العلم (٣٦٤٦) ٣/٣١٨، والدارمي في المقدمة باب فيمن رخص في كتابة العلم (٤٩٠) ١/١٠٣، وأحمد في المسند (٦٥٠٧و٦٧٩٩) ٢/١٦٢و١٩٢و٢٠٧، وابن سعد في الطبقات بسياق آخر وفيه أنه استأذن بالكتابة فأذن له٢/٢٨٥،و٤/١٩٨،و٧/٣٤٣، والخطيب في تقييد العلم١/٧٤-٨٣، وابن عبد البر في جامع بيان العلم١/٧١، والحاكم في المستدرك، وصححه وأقره الذهبي١/١٠٥،والبيهقي في المدخل/٤١٥،وابن أبي شيبة في المصنف (٦٤٧٩) ٩/٤٩، والرامهرمزي في المحدث الفاصل (٣٢١) /٣٦٦.

<<  <   >  >>