للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والسنة، ثم قال:

" إلى غير ذلك مما يكثر بالتتبع. قال: وإنما يسلم ذلك فيما لم تتصرف الرواة في ألفاظه" (١) .

أما في الجانب الثاني من الوجه الأول للإعجاز وهو: كونه عربياً، فيشترك في ذلك القرآن والسنة، لأننا نستطيع أن نستخرج أحكام الشريعة من السنة كما نستخرجها من كتاب الله تعالى بالفهم الصحيح والاستنباط المبني على الأصول التي استخرجها علماء الأصول، ولهذا وجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث على التبليغ عنه، فيقول: "نضَّر الله امرءاً سمع منا حديثاً، فأداه كما سمعه، فرب مبلغ أوعى من سامع" (٢) .

وقال صلى الله عليه وسلم: "بلغوا عني ولو آية" (٣) . وقال صلى الله عليه وسلم: "ألا فليبلغ الشاهد منكم


(١) انظر فتح الباري ١٣/٢٦٢.
(٢) جاء هذا الحديث عن زيد بن ثابت رضي الله عنه: رواه أبو داود في العلم باب فضل نشر العلم (٣٦٦٠) ٣/٣٢٢، والترمذي في العلم باب الحث على تبليغ السماع (٢٧٩٤) وقال: حديث حسن ٤/١٤٢، وابن ماجه في المقدمة باب من بلغ علماً (٢٣٠) ١/٨٤، وأحمد في المسند ٥/١٨٣، والدارمي في المقدمة باب الاقتداء بالعلماء (٢٣٠) ١/٨٤، كما رواه ابن عبد البر في الجامع والرامهرمزي، وابن أبي حاتم في مقدمة الجرح والخطيب البغدادي في الفقيه، وفي شرف أصحاب الحديث وفي الكفاية، والحاكم، وأبو نعيم، وابن أبي عاصم، وابن حبان، والطحاوي، والطبراني، والسخاوي والصدفي. انظر تتمة التخريج: الإعجاز العلمي في السنة النبوية١/١٦٠-١٦٣.
(٣) الحديث عن ابن عمرو رضي الله عنهما: رواه البخاري في الأنبياء باب ما ذكر عن بني إسرائيل (٣٤٦١) ٦/٥٧٢، والترمذي في العلم باب ما جاء في الحديث عن بني إسرائيل (٢٨٠٧-٢٨٠٨) وقال: حسن صحيح٤/١٤٧، وابن حبان ١٤/٥١/ و (٦٢٢٣) ٨/٥١، وأحمد في المسند (٧٠٠٦) ٢/١٥٩و٢١٤،والدارمي (٥٦٩) فتح المنان٣/٣٣٢.

<<  <   >  >>