للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وإن كانت لها صفة القطع من جهة الثبوت لا تفيد القطع من جهة الدلالة، وأخبار الآحاد فقدت القطع من الجهتين معاً، "وبهذا قدحوا في دلالة أحاديث الآحاد؛ لأنها لا تفيد العلم، فسدُّوا على القلوب معرفة الرب تعالى، وأسمائه وصفاته من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم " (١) .

٤ – انتشار الوضع في الحديث، وقد شككت هذه الظاهرة كثيراً من الفرق في حجية السنة جملةً، رغم الجهود المضنية التي بذلها علماء الحديث لتمييز الحديث الصحيح عن غيره، ولتحذير الأمة من الأحاديث الموضوعة، لكن أهل الأهواء وفاقدي العلم بالحديث وجدوا في هذه الظاهرة مستنداً لهم لرد أخبار الآحاد.

بل إن بعض المعاصرين تَعدَّوْا التشكيك في أخبار الآحاد إلى التشكيك في الأحاديث المتواترة، وتساءل بعضهم: "هل كل ما تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعله وأمر به يكون واجبا على الأمة الإسلامية في جميع الأزمنة والأمكنة وإن لم يرد له ذكر في القرآن؟ " (٢) ثم أجاب عن السؤال بقوله: "إنه لا يجب!! " (٣) .

٥ – دعوى معارضة القرآن الكريم أو السنة المتواترة أو الأصول.

لكن يجب بصدد الحديث عن هذا السبب أن نفرق بين مذهب مَنْ


(١) مختصر الصواعق المرسلة ص ٤٣٨.
(٢) مجلة المنار ٩/٥٢٢ عن موقف المدرسة العقلية من السنة النبوية، للدكتور الأمين الصادق الأمين ص ٢٧٧.
(٣) انظر تأسيس النظر للدبوسي ص ٩٩.

<<  <   >  >>