للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

نستعين على حفظ الحديث بالعمل به"١. أضف إلى هذا ما قاله بعض أهل العلم: "من عمل بما علم أورثه الله علم مالم يعلم، ومن لم يعمل بما علم أوشك الله أن يسلبه ما علم"، وهذا يذكره بعضهم على أنه حديث٢، وهذا ليس بصحيح٣، إنما هي عبارة مأثورة ذكرها شيخ الإسلام رحمه الله، ومعنى أورثه الله علم ما لم يعلم، أي: زاده إيماناً ونور بصيرته وفتح عليه من العلوم أنواعاً وفروعاً؛ ولهذا تجد العالم العامل بازدياد، ويبارك الله في وقته وعلمه، ودليل هذا في كتاب الله، قال تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} ٤، قال الشوكاني: "زادهم إيماناً وعلماً وبصيرة في الدين، أي: والذي اهتدوا إلى طريق الخير فآمنوا بالله وعملوا بما أمرهم به زادهم إيماناً وعلماً وبصيرة في الدين"٥.

فعلى المسلم أن يدرك أهمية العمل بالعلم، وأن الإنسان الذي لا يعمل بعلمه سيكون علمه حجة عليه. كما ورد في حديث أبي برزة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، ومنها: وعن علمه ماذا عمل فيه" ٦، وهذا لا يخص العلماء كما قد


١ انظر: "اقتضاء العلم العمل": "ص٩٠".
٢ كالبيضاوي في "تفسيره" عند قوله تعالى: {وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً} ، وراجع: "حلية الأولياء" لأبي نعيم: "١٠/١٥".
٣ انظر: "سلسلة الأحاديث الضعيفة" للألباني: "١/٤٣٢، رقم٤٢٢".
٤ سورة محمد، الآية: ١٧.
٥ "فتح القدير": "٥/٣٥".
٦ أخرجه الترمذي: "٧/١٠١-تحفة"، وقال: حديث صحيح. وانظر "الصحيحة" للألباني: "رقم ٩٤٦"، "واقتضاء العلم العمل" للخطيب البغدادي: "ص١٦، وما بعدها"، و"صحيح الترغيب والترهيب": "١/١٢٥

<<  <   >  >>