وَأَنْوَاعُ الْعِبَادَةِ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بِهَا، مِثْلُ الإِسْلامِ وَالإِيمَانِ وَالإِحْسَانِ، وَمِنْهُ الدُّعَاءُ، وَالْخَوْفُ، وَالرَّجَاءُ، وَالتَّوَكُّلُ، وَالرَّغْبَةُ، وَالرَّهْبَةُ، وَالْخُشُوعُ، وَالْخَشْيَةُ، وَالإِنَابَةُ، وَالاسْتِعَانَةُ، وَالاسْتِعَاذَةُ، وَالاسْتِغَاثَةُ، وَالذَّبْحُ، وَالنَّذْرُ، وَغَيْرُ ذَلَكَ مِنْ العبادة التي أمر الله بها،
ــ
لما بين المؤلف رحمه الله وجوب إفراد الله تعالى بالعبادة. وذكر الأدلة على ذلك شرع في بيان أنواع العبادة التي شرع الله لعباده القيام بها. وسياق الأدلة عليها وقد تقدم معنى العبادة.
قوله:"وَأَنْوَاعُ الْعِبَادَةِ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بِهَا، مِثْلُ الإسلام والإيمان والإحسان" هذه الأنواع هي أعظم مراتب الدين وأعظم أنواع العبادة كما ورد في حديث عمر رضي الله عنه الآتي إن شاء الله. وقد ذكرها المصنف إجمالاً ولما بدأ بالتفصيل لم يشر إليها؛ لأنه سيذكرها فيما بعد.
قوله:"وَمِنْهُ الدُّعَاءُ، وَالْخَوْفُ، وَالرَّجَاءُ، وَالتَّوَكُّلُ، وَالرَّغْبَةُ، وَالرَّهْبَةُ، وَالْخُشُوعُ، وَالْخَشْيَةُ، وَالإِنَابَةُ، وَالاسْتِعَانَةُ، وَالاسْتِعَاذَةُ، وَالاسْتِغَاثَةُ، وَالذَّبْحُ، والنذر، وغير ذلك من العبادة التي أمر الله بها"، أي: ومما أمر الله به الدعاء والخوف ... إلخ. وقوله:"وغير ذلك من أنواع العبادة" إشارة إلى أن أنواع العبادة غير محصورة بهذه الأنواع بل هي كثيرة جداً؛ لأن كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة فهو عبادة. فالعبادة تشمل الدين كله. والحياة كلها بهذا المعنى.