للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الثَّالِثَةُ: أَنَّ مَنْ أَطَاعَ الرَّسُولَ وَوَحَّدَ اللهَ لا يَجُوزُ لَهُ مُوَالاةُ مَنْ حَادَّ اللهَ ورسوله.

ــ

قول المصنف رحمه الله: "الثَّالِثَةُ: أَنَّ مَنْ أَطَاعَ الرَّسُولَ وَوَحَّدَ اللهَ لا يَجُوزُ لَهُ مُوَالاةُ مَنْ حَادَّ اللهَ ورسوله".

هذه المسألة الثالثة وموضوعها الولاء والبراء، والمعنى: أن من أطاع الرسول فيما أمر، واجتنب ما عنه نهى وزجر، ووحد الله سبحانه، فهذه هي العقيدة الإسلامية، ومن أصول هذه العقيدة: أن يوالي أهلها، ويبغض أهل الشرك ويعاديهم، قال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} ١، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوثق على الإيمان: الحب في الله والبغض في الله" ٢.

فالحب في الله، والموالاة في الله والمعاداة في الله: من مقتضيات ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ومن لوازم دين محمد صلى الله عليه وسلم، والدليل على هذا –أي: على الثاني- قول الله تعالى كما ذكر المصنف رحمه الله: {لاَ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ... } ٣ الآية.


١ سورة الممتحنة، الآية: ٤.
٢ أخرجه الطبراني في "الكبير": "رقم ١٠٣٥٧،١٠٥٣١"، والحديث حسنه الألباني في تعليقه على كتاب "الإيمان" لابن أبي شيبة: "ص٤٥".
٣ سورة المجادلة، الآية:٢٢.

<<  <   >  >>