للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

إذا كثرة الأموال وبدأ الولد يتصرف في المال فيكون هو السيد المطاع، وتكون هذه الأمة قد ولدت سيدها. وقيل: إن الحديث دليل على أن الإماء يلدن الملوك في آخر الزمان فتكون أم الملك أمة، وإذا كانت أمه أمة وتولى الملك فإنه سيكون سيداً لأمه ولغير أمه من أفراد الرعية، والله أعلم.

وقوله: "وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يتطاولون في البنيان" هذه علامة أخرى من علامات. والحفاة: جمع حاف، وهو الذي لا نعال عليه. والعراة جمع عار، وهو الذي لا ثياب عليه. والعالة: جمع عائل، والعائل هو: الفقير، كما في قول الشاعر:

وما يدري الفقير متى غناه

وما يدري الغني متى يعيل

أي: يفتقر. وقوله: "رعاء الشاء" بكسر الراء جمع راعٍ، ويجمع أيضاً على رعاة بضمها. والشاء جمع شاة وهو من الجموع التي يفرق بينها وبين واحدها بالهاء كشجر وشجرة.

وخصهم بالذكر لأنهم أضعف الرعاء، لكن قد ورد في حديث أبي هريرة في "الصحيحين": "رعاة الإبل"، والمراد: أن أصحاب هذه الأوصاف الأربعة: الحفاة والعراة والعالة ورعاة الشاء "يتطاولون في البنيان"، والتطاول في البنيان معناه: تكثير طبقات البنيان، ويصدق أيضاً على توسيع المنازل، وتكثير مجالسها ومرافقها، وهذه ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم لمن كانت حالهم أنهم حفاة وعراة.. إلخ. والمعنى: أن هؤلاء في آخر الزمان يقوى أمرهم وتكون الأموال بأيديهم، وبدل أنهم حفاة عراة لا يملكون غير الشاة يصلون إلى حال التطاول والتفاخر في البنيان، فكل

<<  <   >  >>