الحال. والظاهر من الرواية التي معنا أن الإخبار خاص بعمر حيث قال:"فقال: يا عمر" والظاهر أن عمر رضي الله عنه قام في الحال، أي: بعد أن أدبر الرجل، ولم يحضر كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم بعد مدة.
وهذا هو الجمع بين الرواية التي معنا وهي تدل على أن إخبارهم كان متراخياً ورواية "الصحيحين" من حديث أبي هريرة التي تدل على أن إخبارهم كان في الحال. قاله النووي، قال الحافظ: هو جمع حسن١.
قوله:"قلت: الله ورسوله أعلم"، أي: من غيرهما، ولم يقل: أعلما لأن أفعل التفضيل المجرد لا يثنى ولا يجمع بل يلزم الإفراد. وهذا فيه أدب من آداب العالم وهو أن من سئل عن شيء لا يعلمه أن يكل العلم إلى عالمه ولا يتكلف في الجواب بل يقول: الله أعلم. أما في حياته صلى الله عليه وسلم فإن العلم يمكن أن يؤخذ منه فيقول المسؤول: الله ورسوله أعلم. لكن بعد وفاته يقول: الله أعلم.
قوله:"قَالَ: هَذَا جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ أَمْرَ دِينِكُم" هذا دليل على أن ما ذكر في هذا الحديث هو الدين؛ لأنه اشتمل على أصول الدين وعقائده من الإسلام والإسلام والإحسان. والله أعلم.