"المعبود"، أي: المستحق لأن يعبد دون سواه، وليس المراد أن من معاني الرب: المعبود وإلا لزم منه أن كل ما عبد من دون الله فهو رب وهذا ليس بصحيح. والمصنف رحمه الله لم يقصد أن من معاني "الرب": المعبود، وإنما قصد أن الرب هو المستحق لأن يعبد؛ لأنه بعد أن ساق الآية من سورة البقرة ذكر كلاماً لابن كثير رحمه الله وهو قوله:"الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة".
والدليل على أن الرب هو المستحق للعبادة قَوْلُهُ تَعَالَى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ} ، فـ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} هذا خطاب لجميع الخلق مؤمنهم وكافرهم. وقوله:{اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ} ، أي: أطيعوا ربكم بالإيمان والامتثال للأوامر والنواهي مع المحبة والتعظيم.
وقوله تعالى:{الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ} ، أي: أوجدكم من العدم بتقدير عظيم وصنع بديع، ورباكم بأصناف النعم وخلق الذين من قبلكم {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} ، أي: من أجل أن تحصلوا على التقوى، والتقوى: اتخاذ وقاية تحفظكم من عذاب الله باتباع الأوامر واجتناب النواهي.
وقوله تعالى:{الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً} ، أي: بساطاً مهيئاً تستقرون عليها وتنتفعون بالأبنية والزراعة والسلوك من مكان إلى مكان وغير ذلك من وجوه الانتفاع.
وقوله تعالى:{وَالسَّمَاء بِنَاء} ، أي: وجعل السماء بناءً لمسكنكم وأودع فيها من المنافع ما هو من ضروراتكم وحاجاتكم كالشمس والقمر والنجوم.