للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ولي من الأولياء بعيداً عنه أن يصيب بمكروه وهذا الخوف هو الواقع بين عباد القبور والمتعلقين بالأولياء، قال تعالى عن قوم هود: {إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ} فهم يتصورون أن الآلهة يخاف منها لأنها قد تعتري الإنسان بسوء، ومعنى هذا في نظرهم أنها إذا كانت تنفع فإنه يتصور أنها تضر فهذا يطلق عليه خوف السر.

النوع الثالث: أن يترك الإنسان ما يجب خوفاً من الناس كأن يترك الأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر خوفاً من الناس فهذا خوف محرم ومذموم.

النوع الرابع: خوف تعبد وتعلق هو أن يخاف أحداً يتعبد بالخوف له فيدعوه الخوف لطاعته، وهذا النوع هو خوف التعبد والتأله الذي يحمل على الطاعة والبعد عن المعصية وهذا خاص بالله تعالى. وتعلقه به من أعظم واجبات الدين ومقتضيات الإيمان، وتعلقه بغير الله تعالى من الشرك الأكبر؛ لأن الخوف من أعظم واجبات القلب١.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "الإنسان إذا لم يخف من الله اتبع هواه ولاسيما إذا كان طالباً ما لم يحصل له، فإن نفسه تبقى طالبة لما تستريح به، وتدفع به الغم والحزن عنها، وليس عندها من ذكر الله وعبادته ما تستريح إليه وبه، فيستريح إلى المحرمات من فعل الفواحش وشرب المحرمات وقول الزور ... "٢.


١ انظر: "التيسير العزيز الحميد" للشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب: "ص٤٨٤".
٢ "مجموع الفتاوى": "١/٥٤، ٥٥".

<<  <   >  >>