للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ودليل الرجاء قوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} .

ــ

المحمود ما حجزك عن محارم الله". وقال بعض السلف: "لا يعد خائفاً من لم يكن للذنوب تاركاً"١.

والخشية بمعنى الخوف، لكن الخشية أخص من الخوف؛ لأن الخشية مقرونة بمعرفة الله تعالى، قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} ٢، فالخشية خوف مقرون بمعرفة الله، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أما والله، إني لأخشاكم لله وأتقاكم له" ٣.

قوله: "ودليل الرجاء قوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} ٤" أصل الرجاء هو الطمع أو انتظار الشيء المحبوب، والرجاء يتضمن التذلل والخضوع، فلا يكون إلا لله سبحانه وتعالى، وتعليق الرجاء بغير الله شرك، وإن كان الله تعالى قد جعل لها أسباباً، فالسبب لا يستقل بنفسه بل لابد له من معاون، ولابد من انتفاء الموانع، وهو لا يحصل ولا يبقى إلا بمشيئة الله تعالى٥.


١ "المفردات في غريب القرآن": "ص١٦٢".
٢ سورة فاطر، الآية: ٢٨.
٣ "مدارج السالكين": "١/٥١٢"، والحديث أخرجه البخاري: "رقم٥٠٦٣"، "ومسلم": "١١٠٨".
٤ سورة الكهف، الآية: ١١٠.
٥ "مجموع الفتاوى": "١٠/٢٥٦".

<<  <   >  >>