للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ودليل الخشية قوله تعالى: {فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ} الآية.

ــ

أي: خاضعين متذللين، فأثنى الله تعالى عليهم ومدحهم بهذه الصفات ولا يمدح إلا من كان عابداً لله تعالى.

وفي الآية دليل على أنه ينبغي للداعي أن يجمع بين الرغبة في رحمة الله تعالى والرهبة من عذابه. وعلى فضل الخشوع في العبادات لاسيما الصلاة والدعاء.

قوله: "ودليل الخشية قوله تعالى: {فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ} الآية١" تقدم أن الخشية بمعنى الخوف، ولكن الخشية أخص؛ لأنها مبنية على علم بعظمة من يخشاه. قال الراغب: "الخشية: خوف يشوبه تعظيم. وأكثر ما يكون ذلك عن علم بما يخشى منه. ولذلك خص العلماء بها في قوله: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} ٢.

ووجه الدلالة من الآية على أن الخشية من أجل العبادات أن الله تعالى نهي المسلمين عن خشية الكفار وأمر بخشية وحده لا شريك له. ومثلها قوله تعالى: {فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ} .

يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله: "الخوف والخشية والخشوع والإخبات والوجل معانيها متقاربة، فالخوف يمنع العبد عن محارم الله، وتشاركه الخشية في ذلك، وتزيد أن الخوف مقرون بمعرفة الله. وأما الخشوع والإخبات والوجل فإنها تنشأ عن الخوف والخشية لله، فيخضع


١ سورة المائدة، الآية: ٣.
٢ المفردات: "ص١٤٩"، والآية من سورة فاطر، رقم: ٢٨.

<<  <   >  >>