للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله في "الإمداد الموسوم بشرح الإرشاد": ينوي الزائر المتقرب السفر إلى مسجده صلى الله عليه وسلم، وشد الرحل إليه، لتكون زيارة القبر تابعة. انتهى.

واتخاذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد هو الموقع لكثير من الأمم إما في الشرك الأكبر، أو فيما دونه من الشرك، فإن النفوس قد أشركت بتماثيل القوم الصالحين كود وسواع ويغوث وتماثيل طلاسم الكواكب ونحو ذلك، يزعمون أنها تخاطبهم وتشفع لهم. والشرك بقبر النبي صلى الله عليه وسلم، أو الرجل المعتقد صلاحه، أقرب إلى النفوس من الشرك بخشبة أو بحجر١، ولهذا تجد أهل الشرك كثيراً ما يتضرعون ويخشعون عندها ما لا يخشعون لله في الصلاة، ويعبدون أصحابها بدعائهم ورجائهم، والاستغاثة بهم، وسؤال النصر على الأعداء، وتكثير الرزق، وإيجاده، والعافية، وقضاء الديون، ويبذلون لهم النذور لجلب ما أملوه، أو دفع ما خافوه، مع اتخاذهم أعيادًا، والطواف بقبورهم، وتقبيلها، واستلامها، وتعقير الخدود على تربتها، وغير ذلك من أنواع العبادات، والطلبات التي كان عليها عباد الأوثان، يسألون أوثانهم ليشفعوا لهم عند مليكهم.


١ إن أصنام قوم نوح تماثيل لرجال صالحين اتخذوها ذكرى لهم ثم عظموها تعظيم العبادة كما رواه البخاري عن ابن عباس.

<<  <   >  >>