للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أي؟ قال: "أن تزاني حليلة جارك" فأنزل الله تصديقها: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ} ١ الآية، فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن أعظم الذنب الشرك بالله الذي هو جعل الأنداد واتخاذهم من خلقه ليقربوهم إليه. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يرضى لكم ثلاثا: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ٢، فدين الله وسط بين الغالي والجافي عنه".


١ سورة الفرقان الآية ٦٨.
٢ الذي في صحيح مسلم: "إن الله يرضى لكم ثلاثاً، ويكره لكم ثلاثاً، فيرضى لكم أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، ويكره لكم: قيل وقال، وكثرة السؤال، إضاعة المال"، قال النووي في شرحه: إن الثلاثة المرضية، إحداها: أن يعبدوه، الثانية: أن لا يشركوا به شيئاً، الثالثة: أن يعتصموا بحبل الله جميعا ولا يتفرقوا. أهـ، وأورد الحديث السيوطي في الجامع الصغير وذكر الثلاثة المرضية بلفظ المؤلف، فيكون قوله صلى الله عليه وسلم: "أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً" هو الأولى، والثالثة: "وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم" وعزاه إلى الإمام أحمد ومسلم، فالمؤلف اختار لفظ الإمام أحمد، وفاته عزو الحديث إليه أو سقط من الناسخ.

<<  <   >  >>