للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثالث: أن الله تعالى قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} ١: بعد أن أكمله بفضله ورحمته، فلا يحل أن نخترع فيه ماليس منه، ونقيس ما لا يقاس عليه.

الرابع: أن الحديث الصحيح إذا شذ عن قواعد الشرع لا يعمل به، فإنهم قالوا: إن الحديث الصحيح الذي يعمل به إذا رواه العدل الضابط عن مثله من غير شذوذ ولا علة، فكيف العمل بالحديث المتكلم فيه بما لا يدل عليه دلالة مطابقة ولا تضمن ولا التزام؟ فهذا هو البهتان.

الخامس: أنهم زعموا موافقتهم بذكر من يعتقدونه ونسوا الأفعال إليهم وكل واحد يذكر ما وقع له من الاستغاثة بفلان وأنه أنجده، وكشف شدته، فإذا قال أحد سبحان الذي بيده ملكوت كل شيء سبحانك هذا بهتان عظيم، قاموا عليه وخرجوه وبدعوه، قالوا: معلوم أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزون، فإذا قال: نعم، ولكن ليس لأحد منهم ملكوت خردله والله يقول: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا


١ سورة المائدة الآية٣.

<<  <   >  >>