للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلان وفلان والله قد سلمانا المسلمين. قال الله تعالى: {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ} ١ في الكتب المنزلة كالتوراة والإنجيل "وفي هذا" القرآن، فاستبدلوا الذي أدنى بالذي هو خير. وإذا مرض هذا المشترى من المعتقد نذر أهله له النذور، ولم يزل يستغيث بأن يشقى سقمه، ويكف شدته، وهذا الأمر سرى في العلماء والجهال، وفي مكة أكثر وقد غلبت عليهم العوائد، وسلبت عقولهم عن تفهم المراد والمقاصد، من الكتاب والسنة، وكلام الأئمة، لم يجدوا هذا في كتاب فروع أحد منهم، ولا أصوله، صانهم الله عن هذه الوصمة، فما استدلوا به مما تقدم لا يكون دليلا على التوسل بالأموات المعلوم حالهم أنهم في أعلى الجنان، فكيف غيرهم ممن لا يعلم حالة في الآخرة، ولا يدري أين مآله، كيف يكون دليلا على دعوة غير الله في المهمات، ويقال الوسيلة ويستدل لها بهذا {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} ٢ وتحريف للكلم عن مواضعه.


١ سورة الحج الآية ٧٨.
٢ سورة النور الآية ١٦.

<<  <   >  >>